

بقلم - الكاتبة فاطمه الأحمد
عندما عاش قلبي تلك اللحظة المميزة، أدركت أن الحب ليس مجرد كلمة تُردد بين الأحبة، بل هو شعور عميق يتغلغل في كل خلية من جسدي وروحي. لقد فهمت أن الحب هو القوة التي تدفعنا لنكون أنفسنا بلا حدود وتتجاوز أي توقعات.
في السابق، كنت أعتقد أن الحب يعني أن تكون متوقعًا من الآخرين أن يمنحوك ما تحتاجه وترغب فيه. كنت أتوقع أن يكون الحب مليئًا بالمفاجآت والهدايا الكبيرة والرومانسية الجارفة. ولكن فجأة، أدركت أن الحب الحقيقي يكمن في القدرة على الرضا والسعادة بما لدينا، وأنه لا يكمن في ما يمكن أن نحصل عليه من الآخرين.
بدأت أتفهم أن الحب الحقيقي هو أن أكتفي بما لدي وأن أكون ممتنة لكل لحظة أقضيها مع شخص أحبه. لم يعد لدي رغبة في مطاردة الأشياء المادية أو الاعتماد على الآخرين لتحقيق سعادتي. بدأت أرى الجمال في البساطة والتواضع، وأدركت أن السعادة الحقيقية تأتي من الداخل ولا تعتمد على الظروف الخارجية.
عندما أحببت بصدق وعمق، أدركت أن الحب هو عطاء بلا حدود. لم يعد لدي رغبة في الحصول على المزيد من الحب، بل أصبحت أرغب في إعطاء المزيد. أدركت أن الحب ينمو ويزدهر عندما نعطيه بكل ما نملك، وأنه لا ينضب أبدًا عندما نعطيه بصدق وبلا انتظار مقابل.
الحب أصبح لي مصدر قوة وامان، بالحب الذي ينبع من داخلي، أصبحت قادرة على التغلب على التحديات والمواجهة بكل ثقة. أدركت أن الحب الذي نعطيه يعكس منا طاقة إيجابية تنعكس على الآخرين وتجعلهم يشعرون بالسعادة والراحة.
لذا، أدركت أن الحب ليس حاجة لأن أكتفي منه، بل هو قوة داخلية تنمو وتتجدد باستمرار. إنه القوة التي تحررنا وتجعلنا نعيش حياة مملوءة بالسعادة والرضا، وأدرك أن السعادة الحقيقية تكمن في القدرة على الاكتفاء والعيش بكل بساطة وامتنان مع الحب الذي يملأ قلبي.

