الكاتب : النهار
التاريخ: ٠٢:٠٣ م-١٢ مايو-٢٠٢٤       15180

بقلم - فاطمه الأحمد 

اليوم رحلتي مختلفة عن سابقاتها، رحلتي إلى المدينة الجامعية لإكمال درجة الماجستير في تخصصي المفضل. كانت الرحلة تعتبر بداية جديدة في حياتي الأكاديمية، وكانت الفرصة المثالية لاستكشاف العالم والتعلم من ثقافات مختلفة.

وقفت أمام أول محطة، حملت حقيبتي وكتبي. كانت المحطة مزدحمة بالطلاب والمسافرين، وكأن الجميع يتجه نحو نفس الهدف. انتظرت بصبر قدوم الرحلة، وعندما وصل، صعدت على متنها ووجدت مقعداً بجوار النافذة.

جلست ونظرت خارج النافذة، حيث المناظر الخلابة . كانت الأفكار تتدفق في ذهني بشكل لا يمكن السيطرة عليه. كانت هذه الرحلة تمثل لي فرصة للتفكير والتأمل في خطوتي القادمة.

وفجأة، شعرت بأحد يجلس بجواري. نظرت إلى جانبي ورأيت شابة بابتسامة ودية على وجهه. قررت أن أبدأ حواراً معها لكسر حاجز الصمت.

"مرحبًا، كيف حالك؟" سألتها بابتسامة مشابهة لابتسامتها.

"أنا بخير، شكراً. وأنت؟" رد بصوت مريح.

"أنا أيضاً بخير. أنا في طريقي إلى المدينة الجامعية لإكمال درجة الماجستير. وأنت؟" سألتها بفضول.

"أنا أيضًا طالبة ماجستير، وأيضًا في نفس التخصص. ما الذي يجلبك إلى هنا؟" أجابت بابتسامة أوسع.

تبادلنا التجارب والأحلام وتبادلنا الأفكار حول أبحاثنا المستقبلية. كان لديه رؤية مشابهة لي، وكنا نشعر بالحماس والتشوق لبدء هذا المرحلة الجديدة من حياتنا الأكاديمية.

مع مرور الوقت، أصبحت الحديثات أكثر عمقًا وتعمقًا. تناقشنا في العديد من المواضيع المثيرة للاهتمام والتحديات التي قد نواجهها في رحلتنا الأكاديمية. كان هذا الحوار يمثل لي مصدر إلهام كبير ودعم للمضي قدماً.

عندما وصلت إلى المدينة الجامعية، قمنا بتبادل معلومات الاتصال ووعدنا بالاجتماع مرة أخرى في المستقبل. سارت رحلتي المفتوحة على وجه السرعة، ولكن الحوار الذي دار بيني وبين الطالبة الآخر سيبقى في ذاكرتي إلى الأبد.

في ذلك الحوار، أدركت أهمية التواصل والتشارك مع الآخرين في رحلتي الأكاديمية. إنهم من يمنحونني الدعم والتحفيز ويشاركونني الأفكار والخبرات. وبفضل هذا الحوار، أدركت أيضًا أنني لست وحيدًا في هذه الرحلة، بل هناك العديد من الأشخاص الذين يسعون لنفس الهدف ويشاركونني نفس الشغف.

ومنذ ذلك الحين، استمر الحوار والتبادل في رحلتي الأكاديمية. التقيت بطلاب آخرين واستفدت من خبراتهم وأفكارهم. نمت وتطورت كطالبة ماجستير، وتعلمت الكثير من هؤلاء الطلبة الذين تشاركوا معي الحوار.

في نهاية المطاف، بالإضافة إلى الحصول على شهادة الماجستير، اكتسبت أصدقاء مخلصين وشبكة اتصال واسعة من الأشخاص المشاركين في رحلتي الأكاديمية. وكل ذلك بدأ من حوار بسيط في رحلة ممتعة ومليئة بالتطلعات والأمل.