بقلم: خالد فاروق السقا
فقدت العين والإمارات الشقيقة رجلا عظيما، ومعينا حكيما وهو الشيخ طحنون بن محمد بن خليفة آل نهيان الذي نال شرف مرافقة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "رحمه الله" ونهل الخبرة العملية والمعرفية منه بحكم معرفته العميقة بأحوال أهالي العين وأخبارهم حيث كان ممثلا للحاكم في منطقة العين، وذلك ما جعله والدا للصغير وأخا للكبير، عليما بالتفاصيل وحاجة الأهالي وتطلعاتهم فأسهم بجهد كبير طوال حياته في تنمية العين وتطورها.
نال الشيخ طحنون بن محمد بن خليفة اّل نهيان محبة الجميع حيث تميز بالبساطة والتواضع والقرب من أهله، منفتحا عليهم، خبيرا بشؤونهم وتطلعاتهم، ووهب حياته لخدمتهم، باذلا الخير كما زايد الخير الذي وثق فيه وأسند إليه العديد من المناصب، وكان دوما عند حسن الظن به، كما الغيث أينما وقع نفع وترك أثره العميق في النفوس.
لقد رحل الشيخ طحنون وغادر دنيانا وخلف إرثا من السماحة ونبل الإنسانية التي تظل عنوانا للمعالي ورفعة النفوس والمحبة التي يذكرها الناس مهما طال الزمن وتقادمت العهود، فأعماله الجليلة تخبر الكثير عن طيبه وحلاوة معشره وخيره الذي يتدفق ويبقى على مدى الأيام، وذلك ليس لأهالي العين وحسب ولكن لكل من قصده فقلبه مفتوح قبل أبواب داره العامرة بالمحبة والأخلاق الفاضلة فقد كان مدرسة إنسانية استمد خلقه من رفقة الشيخ زايد "يرحمه الله".
رحل الشيخ طحنون وفي النفس كثير من الحب والتقدير لشخصه الذي يظل عنوانا عريضا للخير والإنسانية وأخلاق الرجال الأكارم، ويكفينا ما تركه من نبل لا تمحوه السنوات ويبقى معلما بارزا للأجيال عن الإنسان الفاضل الذي وهب حياته لأهله ومجتمعه وشعبه بل للإنسانية، وقليلا ما يجود الزمان برجال مثل الشيخ طحنون من الذين يكونون قدوة ومثالا لكل خير ونزاهة وعطاء فلا أقل من أن نذكرهم بالوفاء لهم بكل خير، ونرفع الأكف لهم أن يتقبلهم الله سبحانه وتعالى أحسن القبول وأن يكرم نزلهم في جنات النعيم، فهم الأخيار والحافز لنا في الحياة لنواصل على ذات النهج في العطاء وبذل الخير.