بقلم: احمد الويمني
الحيرة. ليست الشك بل هي الصدق. الشعر لن ينجح في رثاء البدر مهما كان لن يستطيع التغلب على الحيرة، ففي كل قافية صورة للبدر وهذا مايجعل المهمة مستحيلة .
حينما اتحدت مكونات الابداع بموقفها المتأمل في كل الآفاق وجدت البدر ساطعاً لتخاطبه. عطني في ليل اليأس شمعه.
كان البدر سخياً لم يدخر من انامله وابتسامته شيئاً فأضاءت كل الأوطان بلغة باذخة تأخذ بالالباب وتصنع الدهشة .
إنه البدر الذي لاتشبهه الاقمار اتجه للمساحات المتلهفة انتظاراً وبكل احاسيس المسئوليه يردد ((صوتك يناديني. ))
عانق كل الجمال وكل الأحبه. بعتاب الحنية ((والله الجفا برد. )) كان يمنح الوقت لكل ماحوله مخاطباً عمره ((لاتسرق الوقت )) وقبل كل ذلك ارتقى لهام السحب وهو يرسم ارضه ..((لاسماء الا عيونك ))
انه البدر المحب العاشق اعتذر عن كل شي. الا الهوى. فقد منحه للجميع
انه البدر الاستاذ ابن الصحراء شرحها لنا ذات مرة بكل فخر
((انا ابدوي ثوبي على المتن مشقوق.))
كل مايخطر في البال سبق اليه البدر فللروحانيات من نسك ذلك العابد نصيب وللأوطان كان غيمة وهتان وعذوبة وحصناً وقلاع وتاريخ. ولولي الأمر كان مستشاراً ومسؤولاً ورجلٌ صالح. وللسلم كان نبراساً عقلانياً حليماً وللحرب كان كتيبةً لوحده فارساً صدع بها بكل شجاعة ( في الحرب لارواحنا للموت بياعه )
منح الحياة منهلٍ عذب لذة للشاربين كتب للعشاق بداياتهم ومسيرتهم حباً تتعلمه القلوب من بدر بن عبدالمحسن .
كل الاقمار تبدأ أهلةً الا ابوخالد خُلق بدراً وعاش منيراً ورحل
كل الليالي تظهر بها النجوم والاقمار الا ليلة رحيل بدر بن عبدالمحسن أظلم الكون كله.
لا اجد مايعزيني في الراحل الا اليقين برحمة الله
كل ماقد يكتب عن الامير بدر لن ينفك من الخجل ناهيك عن الوصول لرثاء قامته
لم اعتقد يوماً ان هناك غبطة على الحزن في مجلس العزاء
لكني عشته بالأمس واليوم تمنيت لو حضرت بجوار جثمانه لا ادري لماذا؟.
ايماني يقول انه كما طاب حياً طاب ميتاً
او ربما الحزن عن بعد اصعب
قد لا استطيع تفسير هذا الشعور وايصاله للقاريء لكني متيقن ان هناك من عاشه وفهمه
رحم الله الامير بدر بن عبدالمحسن ورفع درجته في الجنة.