اللواء ركن م -حسين محمد معلوي

٠٨:٤٧ م-٢٠ ابريل-٢٠٢٤

الكاتب : اللواء ركن م -حسين محمد معلوي
التاريخ: ٠٨:٤٧ م-٢٠ ابريل-٢٠٢٤       20020

بقلم: اللواء الركن متقاعد - حسين محمد معلوي 

يتساءل غير العارفين ببواطن الأمور "لماذا استخدمت أمريكا حق النقض "الفيتو " للمرة الخامسة ضد أهل غزة منذُ بداية حرب السابع من أكتوبر ٢٠٢٣م في مجلس الأمن الدولي واخر استخدام عندما استعملت الولايات المتحدة الأمريكية في مجلس الأمن الدولي حقّ النقض (الفيتو) بتاريخ الخميس (18 أبريل/ نيسان 2024)لمنع صدور قرار يفتح الباب أمام منح دولة فلسطين العضوية الكاملة في هيئة الأمم المتحدة وهي التي تنادي نفاقاً ولذر الرماد في العيون بحل الدولتين !!؟.

وهنا يجيب المؤرخون و المتابعون للقضية الفلسطينية بالقول بأن السبب الرئيسي والحقيقي أن هناك قرار امريكي اسرائيلي بدعم من الكونجرس الأمريكي و منظمة إيباك الصهيونية ولوبيات اسرائيل الأخرى في أمريكا وبتأييد من بريطانيا وفرنسا وألمانيا بأن لا يسمح بوجود دولة بمسمى دولة فلسطين المستقلة . والأدلة على ذلك كثيره وأولها رفض امريكا عملياً لما نادى به قرار تقسيم فلسطين وهو الاسم الذي أطلق على قرار الجمعية العامة التابعة لهيئة الأمم المتحدة رقم (181 ) والذي أُصدر بتاريخ (29 نوفمبر 1947) . ومع ذلك لم تنفذه اسرائيل والدول الغربية حتى يومنا هذا بل انها اعترفت بإسرائيل ولم تعترف بفلسطين منذ ذلك الوقت . الدليل الثاني :- أن إسرائيل احتلت بحروبها التوسعية بقية أرض فلسطين بل و أراضٍ اخرى من الدول العربيه المجاوره ولم يردعها حلفائها وعلى راسهم امريكا رغم صدور قرارات أممية تشير الى وجوب انسحابها وإنها قوة احتلال كما في القرار الصادر من مجلس الأمن رقم (٢٤٢ ) الذي صدر عام ١٩٦٧ م ويطالبهم بالانسحاب . الدليل الثالث :-التأييد الأمريكي الأعمى لإسرائيل سياسياً ودبلوماسياً وعسكرياً واقتصادياً والغير محدود في كل حروبها ودون شروط مقرونا بتبني مواقف اسرائيل العدوانية وسياساتها المختلفة للقوانين الدوليه دون خجل أو حياء . الدليل الرابع :- نقل امريكا سفارتها إلى القدس واعترافها بالقدس عاصمة أبدية لإسرائيل واعترافها بضم هضبة الجولان السورية ومزارع شبعا اللبنانية لإسرائيل . الدليل الخامس :- أن أمريكا وأوروبا تدعي بأنها لا تؤيد انشاء المستوطنات في الضفة الغربيه ولكنها لم تحاول يوماً ممارسة نفوذها على اسرائيل لإيقافها ، ومنع الجيش الإسرائيلي والمستوطنين اليهود من الهجمات على السكان الفلسطينيين وقراهم بل وازالة القرى والأحياء العربية واستبدالها بسكان يهود و بالمستوطنات . الدليل السادس أن أمريكا لم تكلف نفسها وترغم إسرائيل على القبول بالمبادرة السعودية التي تبناها مؤتمر القمة العربية الذي عقد في بيروت عام ٢٠٠٢م لتكون مبادرة عربية والتي تنص على " الأرض مقابل السلام " أي انسحاب اسرائيل الى حدود ما قبل الرابع من يونيو حزيران من العام ١٩٦٧م ولو كانت أمريكا وأوروبا صادقة في حل الدولتين ساندت تلك المبادرة لأنها تحقق حل الدولتين . الدليل السابع :- ان أمريكا سكتت عن ما تقوم به اسرائيل من سحق وقتل وتشريد وتفجير مساكن وحروب واغتيالات وتهجير واستيلاء على أراضي الفلسطينيين منذُ قيام دولة اسرائيل عام ١٩٤٨ م وحتى يومنا هذا بل ان امريكا وأوروبا تبنت موقف إسرائيل الذي يقول بأن سبب حرب غزة هو هجوم المقاومة الفلسطينية على غلاف غزة في السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ م .. ولم تعترف امريكا بأن السبب هو الإعتداءات والقهر والإذلال المتراكم الذي مارسته إسرائيل على الشعب الفلسطيني منذُ ما قبل (٨٠) عاماً وحتى يومنا هذا . الدليل الثامن :- سماح أمريكا لما تمارسه إسرائيل ومستوطنيه على أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ( المسجد الأقصى ) من أعمال تدنيس واستباحة والتخطيط لإزالة المسجد الأقصى وبناء هيكل سليمان المزعوم . الدليل التاسع :- ان أمريكا استخدمت حق النقض الفيتو لحماية تعنت اسرائيل وتكبرها وتجبرها لطمس القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني اكثر من ( ٤٣ ) مرة ، وهذا يدل على أن أمريكا عدوة للعرب والفلسطينيين لتضع نفسها مشابهة حية رقطاء تنفث سمومها .

أما الدليل العاشر فهو موقف أمريكا المستخف بالعرب والمسلمين عندما شاركت في حرب الإبادة السادية التي تقودها إسرائيل ضد سكان قطاع غزة المدنيين رغم مخالفتها واستباحتها للقوانين والأعراف الدولية واستخدامها التعطيش والتجويع والحصار منذُ (١٧) عاما ضد الفلسطينيين ،

الدليل الحادي عشر :- أن أمريكا تتشدق بحقوق الإنسان وبحل الدولتين كذبا من باب التقية وذر الرماد في العيون وهي التي أكملت مشاركتها في حرب الإبادة طمس القضية الفلسطينية باستخدام الولايات *المتحدة* في مجلس الأمن الدولي الخميس (18 أبريل/ نيسان 2024) حقّ النقض (الفيتو) لمنع صدور قرار يفتح الباب أمام منح دولة فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة . وهنا يتساءل المراقبون والمتابعون والمحللون " ماذا بقي من اراضي فلسطين في الضفة الغربيه ليتم اقامة دولة فلسطينيه عليها ؟. " إن امريكا تريد أن تصنع كياناً كانتون كرتوني مسيخ ومعاق ذول شلل كامل تحت إدارة اسرائيل وحمايتها وبمسمى " الدولة الفلسطينية "… رحم الله الملك عبدالعزيز الذي قال للعربان المتاجرين بالقضية ( أعطوا أهل فلسطين السلاح وهم سوف يحررون أرضهم).