محمد سعيد الحارثي
المحرر الثقافي محمد الحارثي
هذا عنوان لقصيدة الشاعر المصري المبدع فاروق جويدة والذي يعتبر من شعراء الحداثة في وطننا العربي الذي لم يأخذ حقه من إعلامنا العربي ومن خلال الحراك الأدبي في الوطن العربي بمناشطه وفعالياته المتنوعة هذه القامة الأدبية والتي أبدعت في هذه المدرسة الشعرية التي أبدع فيها روادها الأوائل منذ أربعينيات القرن الماضي للميلاد مثل نازك الملائكة وعبدالوهاب البياتي وبدر شاكر السياب من العراق وفدوى طوقان ومحمود درويش من فلسطين وصلاح عبدالصبور وأمل دنقل وأحمد عبدالمطي حجازي من مصر ولم يتركو لنا سوى ما خلدوه من دواوين نفيسة تحكي تجاربهم الشعرية في الحياة من حب وعشق وفرح وإنكسار وإنتصار وبؤس وشقاء وسعادة وها هو شاعرنا الكبير فاروق جويدة إمتداد لهؤلاء الرواد هذا الشاعر الذي تتملكه عاطفته الجياشة إتجاه الحبيب والصديق وتتملكه إنسانيته إتجاه المنكسرين والمستضعفين والمهمشين وتتملكه أنفته وكبريائه لعدم التنازل عن القيم والمثل والشيم التي ترجمتها قصائدة التي تبوح بها معانيها السامية وهذه من إحدى روائعه الشعرية إخترنا منها هذا النص والتي آسرنا هذا الشاعر بجمال قوافيه يقول فيه:
وقالت : سوف تنسانى
وتنسى أننى يوماً
وهبتك نبض وجدانى
وتعشق موجة أخرى
و تهجر دفء شطآنى
وتجلس مثلما كنا
لتسمع بعض ألحانى
و لا تعنيك أحزانى
و يسقط كامنى اسمى
و سوف يتوه عنوانى
ترى .. ستقول يا عمرى
بأنك كنت تهوانى ؟!!
فقلت : هواك إيمانى
ومغفرتى وعصيانى
أتيتك والمنى عندى
بقايا بين أحضانى
ربيع مات طائره
على أنقاض بستان
رياح الحزن تعصرنى
وتسخر بين وجدانى
أحبكِ واحة هدأت
عليها كل أحزانى
أحبكِ نسمة تروى
لصمت الناس .. ألحانى
أحبكِ نشوة تسرى
وتشعل نار بركانى
أحبكِ انتِ يا أملاً
كضوء الصبح يلقانى
أماتَ الحب عشاقا
وحبكِ انتِ أحيانى
و لو خيرت فى وطن
لقلت : هواكِ أوطانى
و لو انساكى يا عمرى
حنايا القلب .. تنسانى
إذا ما ضعت فى درب
ففى عينيك .. عنوانى