منى يوسف حمدان الغامدي

٠٣:٠٥ م-٠٨ ابريل-٢٠٢٤

الكاتب : منى يوسف حمدان الغامدي
التاريخ: ٠٣:٠٥ م-٠٨ ابريل-٢٠٢٤       22275

بقلم الكاتبة:الأستاذة منى يوسف الغامدي 
يوم تجتمع فيه القلوب وترتقي الأرواح في عالم الخشوع والسكينة والطمأنينة وتحيط به عناية إلهية وجهود حثيثة من قيادة رشيدة تولي شأن أمن وخدمة الحرمين الشريفين وضيافة زوارهما جل الاهتمام والرعاية وتقديم أفضل الخدمات بمواصفات جودة عالمية ترتقي لتكون الأنموذج العالمي في إدارة الحشود بمهنية عالية تدرس ويحتذى بها .
على مدار الساعة وفي ساحات الحرم النبوي الشريف وفي داخل أروقته رجال الأمن يتحركون ويتجولون بين المصلين وييسرون أمورهم ويرشدونهم في كل لحظة وحين . كنت ومازلت عندما أشاهد زي رجل الأمن أشعر بالراحة والأمان فكلما تحركوا بيننا يعطون رسالة للعالم هنا رجال عاهدوا الله على ما أتمنهم عليه من حفظ الأمن وتنفيذ توجيهات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين 
أمارة المنطقة بقيادة أميرها وكل المؤسسات والهيئات والجهات المعنية بتقديم أفضل الخدمات يقفون على أهبة الاستعداد ليتم الامر بكل سلاسة وانسيابية في الحركة والهدوء المعتاد ويبقى للهيئة العامة لشؤون المسجد النبوي بصمتها ولرجالها ونسائها دور جوهري في اكتمال منظومة العمل الاحترافي 
ولأنني ابنة المدينة ومنذ طفولتي المبكرة وأنا أعيش هذه اللحظات ويوم ختم القرآن تحديدا لنا معه موعد لا نخلفه وننتظره بكل شغف أعي جيدا ما أرصده وأثمن بكل فخر جهود وطني المبارك ورجاله المخلصين ولأننا نتبنى معايير الاتقان والتحسين المستمر وكلنا تابع مشهد تداولته مواقع التواصل الاجتماعي لمعالي وزير الحج والعمرة وهو يتجول في المسجد الحرام ويرصد ملاحظاته ولأننا جميعا على قلب رجل واحد وكل منا له دوره في رصد كل خلل وتقصير ليتم معالجته ونحن نستعد لموسم الحج القادم بحول الله .
في مصلى النساء بالحرم النبوي الشريف ملاحظات تستحق الاهتمام بها ومعالجتها في اقرب وقت من خلال زيادة عدد المشرفات المؤهلات اللاتي يتمتعن بمهارات اتصال عالية مع مختلف الجنسيات والنفسيات وعدم رفع الصوت او الانفعال غير المنضبط فتلك والله سمة مكروهة في كل مكان ومنهي عنها في رحاب المسجد النبوي بأمر إلهي . كما ان تزايد أعداد الأطفال في كل مكان في المسجد بدون وجود مكان مخصص لهم ولذويهم فيه تضييق على النساء القادمات بدون أطفال ويردن مساحة من الهدوء والخشوع بين يدي الله فلماذا تم تغيير هذا الوضع الذي عهدناه منذ زمن طويل ولابد من توجيه الأمهات وعدم ترك الأطفال للعب في الساحات بطريقة لا تليق بقدسية المكان ؛ كم هو محزن حال الساحات لعدم التزام مرتادي ومرتدات المسجد لابسط قواعد الأدب مع المكان والزمان مما يستدعي تدخلا عاجلا ولو وصل الأمر لفرض غرامات مالية على كل من ينتهك قدسية المكان من فوضى وعدم نظافة لأن الوضع كل عام يزداد سوءا والدولة رعاها الله لم تقصر في تسخير امكانات بشرية وشركات متخصصة للنظافة ولكن ما يحدث وترصده الكاميرات ويتناقله الناس ويشهد عليه كل العالم لا تليق بأخلاق المسلمين فلابد من التدخل لحل هذه المعضلة لأنها مؤذية جدا ومؤلمة أيضا .
وبقي وضع مياه زمزم ووضع عدد كبير من الحافظات داخل المصلى في المسجد النبوي عند النساء والتضييق على صفوف المصليات وهذا أمر جديد وغلق كل المنافذ للدخول للمصلى الا في النهاية وفيه مشقة كبيرة على كبيرات السن والمريضات كما ان تنظيم العربات داخل المسجد يحتاج للنظر فيه لابد من تخصيص موقع للكراسي المتحركة لذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن عند مداخل الأبواب ليسهل دخولهم وخروجهن بدون حدوث أذى للجميع عندما يكون المسجد مكتظ بأعداد غفيرة وخاصة في يوم الختام .
ورغم كل هذه الملاحظات إلا ان الختام كان مميزا بتلاوة خاشعة لأئمة الحرم ودعوات وابتهالات وفتح من الله للشيخ صلاح البدير حفظه الله الذي تجلى في حمده وشكره لرب العالمين على النعم التي تتوالى علينا ونسأل الله القبول وأن يحفظ لنا ديننا وأمننا وقيادتنا ويوزع لنا شكر نعمه ظاهرة وباطنة فاللهم اجعلنا من المقبولين واعفر وارحم أرواحا لم تحظى بهذا الختام المبارك فلا تحرمهم الأجر وبلغهم عنا مايرضيك ويرضيهم عنا وكل عام ووطني وقيادته وشعبه والأمة الإسلامية بكل خير شكرا سمو أمير المنطقة لكل الجهود المباركة ولإدارتكم الفاعلة ومتابعتكم المتميزة لكافة فرق العمل التي تشرفت بخدمة ضيوف الرحمن فاللهم أجزل لهم  الأجر والثواب