محمد سعيد الحارثي
بقلم :محمد الحارثي
السابع عشر من رمضان من الأيام الخالدة عند المسلمين وهي ذكرى معركة بدر وهي من المعارك المفصلية في تاريخ البشرية وليس في التاريخ الإسلامي فقط لأن البشرية تتوق نفسها إلى الحق والعدل عن الباطل والظلم وهنا تكمن مفصلية معركة بدر هو إنتصار الخير والأخيار على الشر والأشرار فهذه المعركة كان أبطالها في توجههم هو لترسيخ نهج إسلامي فريد من نوعة يحمل مشعل القيم النبيلة والأخلاق الحميدة ليس للمسلمين فقط بل للبشرية جمعاء يقول كاتب وباحث أمريكي مستشرق إسمه سنكس في مقال له عن القيم النبيلة التي حملها الرسول عليه الصلاة والسلام للبشرية في مقال له بعنوان: "محمد صلَّى الله عليه وسلَّم ": "ظهر محمد بعد المسيح بخمسمائة وسبعين سنة، وكانت وظيفته ترقية عقول البشر بإشرابها الأصولَ الأولية للأخلاق الفاضلة، وبإرجاعِهَا إلى الاعتقاد بإله واحد، وبحياة بعد هذه الحياة، ثم قال: إنَّ الديانة الإسلامية أحدثت رقيًّا كبيرًا جدًّا في الفكرة الدينية في العالم، وخلصت العقل الإنساني من قيوده الثقيلة التي كانت تأسره حول الهياكل بين يدي الكهَّان ذوي الصبغ الدينية المختلفة" وهاهو شاعر الرسول حسان بن ثابت رضي الله عنه من خلال قصيدتة هذه التي يمجد ويفخر بهذه المعركة المفصلية والتي من خلالها إستطاع المسلمين نشر وترسيخ هذه القيم النبيلة والتي يقول فيها شاعرنا حسان بن ثابت :
عَرَفتَ دِيارَ زَينَبَ بِالكَثيبِ
كَخَطِّ الوَحيِ في الرَقِّ القَشيبِ
تَعاوَرُها الرِياحُ وَكُلُّ جَونٍ
مِنَ الوَسمِيِّ مُنهَمِرٍ سَكوبِ
فَأَمسى رَسمُها خَلَقاً وَأَمسَت
يَباباً بَعدَ ساكِنِها الحَبيبِ
فَدَع عَنكَ التَذَكُّرَ كُلَّ يَومٍ
وَرُدَّ حَرارَةَ الصَدرِ الكَئيبِ
وَخَبِّر بِالَّذي لا عَيبَ فيهِ
بِصِدقٍ غَيرِ إِخبارِ الكَذوبِ
بِما صَنَعَ المَليكُ غَداةَ بَدرٍ
لَنا في المُشرِكينَ مِنَ النَصيبِ
غَداةَ كَأَنَّ جَمعَهُمُ حِراءٌ
بَدَت أَركانُهُ جُنحَ الغُروبِ
فَلاقَيناهُمُ مِنّا بِجَمعٍ
كَأُسدِ الغابِ مِن مُردٍ وَشيبِ
أَمامَ مُحَمَّدٍ قَد آزَروهُ
عَلى الأَعداءِ في رَهجِ الحُروبِ
بِأَيديهِم صَوارِمُ مُرهَفاتٌ
وَكُلُّ مُجَرَّبٍ خاظي الكُعوبِ
بَنو الأَوسِ الغَطارِفِ آزَرَتها
بَنو النَجّارِ في الدينِ الصَليبِ
فَغادَرنا أَبا جَهلٍ صَريعاً
وَعُتبَةَ قَد تَرَكنا بِالجَبوبِ
وَشَيبَةَ قَد تَرَكنا في رِجالٍ
ذَوي حَسَبٍ إِذا اِنتَسَبوا حَسيبِ
يُناديهِم رَسولُ اللَهِ لَمّا
قَذَفناهُم كَباكِبَ في القَليبِ
أَلَم تَجِدوا حَديثِ كانَ حَقّاً
وَأَمرُ اللَه ِ يَأخُذُ بِالقُلوبِ
فَما نَطَقوا وَلَو نَطَقوا لَقالوا
صَدَقتَ وَكُنتَ ذا رَأيٍ مُصيبِ