محمد سعيد الحارثي
الكاتب محمد الحارثي
فدخلا عليه فأسلما و أنشده أبو سفيان قوله في إسلامه و اعتذر إليه مما كان مضى منه :
لَعَمْرُكَ إنِّي يَوْمَ أَحْمِلُ رَايَةً---
لِتَغْلِبَ خَيْلُ اللَّاتِ خَيْلَ مُحَمَّدِ
لَكَالْمُدْلِجِ الْحَيْرَانِ أَظْلَمَ لَيْلُهُ--
فَهَذَا أَوَانِي حِينَ أُهْدَى وَأَهْتَدِي
هَدَانِي هَادٍ غَيْرُ نَفْسِي وَنَالَنِي----
مَعَ اللَّهِ مَنْ طَرَّدْتُ كُلَّ مُطَرَّدِ
أَصُدُّ وَأَنْأَى جَاهِدًا عَنْ مُحَمَّدٍ ----
وَأُدْعَى (وَإِنْ لَمْ أَنْتَسِبْ) مِنْ مُحَمَّدِ
قال ابن إسحاق : فزعموا أنه حين أنشد رسول الله صلى الله عليه و سلم :
(و نالني مع الله من طردت كل مطرد) ضرب رسول الله صلى الله عليه و سلم بيده في صدره و قال : (أنت طردتني كل مطرد)
وهذا هو أبي سفيان الذي نال مكانة عند الرسول واحبه رسول الله وهو الذي شهد له الرسول بالجنة وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أَبُو سُفْيَانَ بْنِ الْحَارِثِ سَيِّدُ فِتْيَانِ أَهْلِ الْجَنَّةِ". وقال أيضًّا-: " أَرْجُو أَنْ يَكُوْنَ خَلَفًا مِنْ حَمْزَةَ ونختم بهذه المرثية لأبي سفيان يرثي فيها إبن عمه رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام لشدة حزنه على فقده وماورد عن إبن كثير في البداية والنهاية:
"وقال الحافظ أبو القاسم السهيلي في آخر كتابه (الروض)، وقال أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب يبكي رسول الله ﷺ:
أرقت فبات ليلي لا يزول-----
وليل أخي المصيبة فيه طول
وأسعدني البكاء وذاك فيما---
أصيب المسلمون به قليل
لقد عظمت مصيبتنا وجلت--
عشية قيل قد قبض الرسول
وأضحت أرضنا مما عراها----
تكاد بنا جوانبها تميل
فقدنا الوحي والتنزيل فينا---
يروح به ويغدو جبرئيل
وذاك أحق ما سالت عليه-----
نفوس الناس أو مريت تسيل
نبي كان يجلو الشك عنا------
بما يوحى إليه وما يقول
ويهدينا فلا نخشى ضلالا----
علينا والرسول لنا دليل
أفاطم إن جزعت فذاك عذر-
وإن لم تجزعي ذاك السبيل
فقبر أبيك سيد كل قبر --
وفيه سيد الناس الرسول "
يتبع.....