بقلم: جمعان الكرت‏

المتابع الحصيف لأعمال صندوق تنمية الموارد البشرية يشعر بالزهو والامتنان لتلك الأعمال والمبادرات المتنوعة التي تصب في مصلحة الوطن والمواطن، وكان اللقاء مع سعادة مدير عام صندوق التنمية البشرية الأستاذ تركي الجعويني ثريا إذ تطرق في حديثه إلى الجهود التي تبذلها الدولة من خلال صندوق تنمية الموارد في تحقيق الكثير من الفرص الوظيفية لدى شبابنا وشاباتنا، وهنا لست بصدد إيراد تلك الأرقام الكبيرة والأفعال الرائعة لإعداد المستفيدين فيمكن لكل فرد الدخول الى منصة موقع الوزارة والاطلاع عن كثب على تلك التفاصيل التي تبهج القلوب وتسر النفوس، وهنا وددت الإشارة للخطوة الأهم التي يقوم بها الصندوق وهو التدريب لرفع كفاءة الموظفين القادمين إلى العمل  وأخص في مقالتي ما تناوله المدير العام حول المزايا النسبية لمنطقة الباحة والمرتكزة على وظيفتين هامتين هما الوظيفة السياحية والوظيفة الزراعية والدور الطليعي للإعلامي بصفته الشريك الفاعل والمؤثر.
 والسياحة أضحت في وقتنا الحاضر صناعة بكل ما تعنيه الكلمة من مفاهيم ودلالات، تولد الوظائف، وترفع الرصيد الاقتصادي لأي دولة من دول العالم، لذا يطلق عليها عملاق القرن، والصناعة بدون دخان، وهنا يأتي دور الصندوق في المساهمة الفاعلة لرفع مستوى الكفاءة المهنية للعاملين في السياحة من خلال تزويدهم بالمهارات والمعارف لأداء مهامهم بكفاءة وفعالية بهدف تحسين جودة الخدمات السياحية لأن السوق السياحي العالمي يشهد تنافسية كبيرة والأجود وهو من يستطيع تحقيق الجذب لمزيد من السياح.
ومن التحديات التي يعاني منها قطاع السياحة وجود فجوة بين المتطلبات الوطنية المتمثلة في تحقيق مهارات عالية للعاملين في القطاع السياحي سواء على مستوى القيادة والعاملين ولن يتحقق تطوير المنتج السياحي إلا بالتدريب المستمر وتقييم الأداء والمتابعة المستمرة وفق خطط واعية ومنظمة وهذا يأتي في سياق تنمية الموارد البشرية والذي يعد المحرك الأساسي للتنمية الاقتصادية التي يحتاجها المجتمع  من منطلق تنويع مصادر الدخل الوطني بزيادة الفرص الوظيفية وتعزيز القطاع الخاص ومنحه مجالًا أوسع للمشاركة الفاعلة في العملية التنموية، ومثلما تتميز منطقة الباحة بميزة السياحة أيضا هناك ميزة ذات قيمة اقتصادية وهي الزراعة وأساسًا الاستقرار البشري في منطقة الباحة منذ آلاف السنين قام على حرفة الزراعة والشواهد واضحة تلك المدرجات الزراعية التي تملأ سفوح الجبال، إلا أن التنامي الحضاري والتقني يخلق فرصًا زراعية حديثة تتواكب مع النهضة التي يشهدها وطن الغالي وذلك بالاستثمار الأمثل لكل المساحات الموجودة، فضلا عن الخطوة الثانية التي تزيد من قيمة الزراعة وهي التصنيع القائم على المنتج الزراعي.
 وإدارة صندوق تنمية الموارد البشرية ترى أهمية الإعلام بكل أنواعه  شريكًا أساسيًا في عملية التنمية بدلالة عقد اللقاءات والندوات الإعلامية، بوصف الإعلام الخطاب الأكثر فعالية في توجيه الرأي العام و القادر على تغيير الصورة الذهنية النمطية إلى صورة إيجابية، والإعلام كما نعرف أداء مهمة في التحفيز على السياحة الوطنية وتنميتها والتوعية بأهميتها، بقي القول بأن المبادرات التي يقوم بها صندوق الموارد البشرية مبهجة ومبشرة بالخير والأجمل السعي لاستشراف المستقبل من خلال استثمار الذكاء الاصطناعي في مجال خدمات الإرشاد المهني بهدف اكتشاف القدرات والميول وسوق العمل والتعرف على الفرص التعليمية والتدريبية  وأهم المهن المستقبلية، مما يستدعي ضرورة التنسيق والتناغم مع وزارتي التعليم والتعليم العالي في إدخال مقررات دراسية  تُسهم في إثراء سوق العمل.