

اللواء ركن م -حسين محمد معلوي
يوم التأسيس
من حق الشعوب ان تحتفل بيوم تأسيس أو استقلال دولها و حكوماتها المستقلة لأن هذا يعني اعتزاز هذا الشعب أو ذاك بوطنه قيادةً و حضارةً وارضاً و تاريخاً . و من هنا ننطلق لإبراز احتفاء الشعب السعودي الكريم " أحفاد الصحابه " بذكرى بداية تأسيس الدولة السعودية التي سيطرت على أكثر من ثمانين بالمئة من الجزيرة العربية في مرحلتها الأولى منذ ما يقارب ثلاثمائة عام، و لعلنا نشير هنا للتذكير الى أن الجزيرة العربية قبل تأسيس الدولة السعودية في المرحلة الأولى كانت اراضِ صحراوية و جبلية و ساحلية تعيش عليها مجموعات من القبائل والشرائح البشرية المهاجرة لمكة والمدينه في اوضاع معيشية و أمنية بائسة ومحزنه وبلا تنظيم حقيقي يمتلك مقومات وامكانات الدولة ، و إنما كان هناك مواقع تسيطر عليها أسر وعائلات تعتمد في ادارة شئونها على قوانين القبيلة التي تنتمي إليها و إستعباد القوي للضعيف . و كانت القبائل المتناثرة على اراضي شبه الجزيرة العربية قبائل يسودها الجهل و الفقر و المرض و التناحر حيث كانت هذه القبائل تغزوا بعضها البعض مما جعل التجمعات السكانية القبليه فاقدة للأمن والاستقرار و بالتالي لا امل لها في التنمية و الرخاء التي لاتعرف معانيها في الأصل ولا امل لها في محاربة الجهل والفقر و الجوع و المرض .
عندما نرى اوضاع بلادنا السعودية في مرحلة الدولة السعودية الحاليه أو الثالثة نلاحظ ان حكام هذه الدولة أعزهم الله قد نجحوا في تحقيق الآمال المنشودة التي تحلم بها أي أمة، فبعد أن كان السكان قبائل متفرقة و متناحرة و جاهلة حولوها الى شعب واحد ومتحد و موحد و تم القضاء بشكلٍ نهائي على عناصر التخلف و عناوين التفرقة و البؤوس و الشقاء التي كانت من نتائج فقدان الأمن و الجوع و الفقر و المرض و سيطرة قانون القبيلة . لقد تحولت تلك القبائل إلى مكونات لشعب هويته واحدة و قبلته واحدة و مسمى دولته المملكة العربية السعودية و صار دستور هذه البلاد القرآن الكريم و السنة المحمدية، و هذه من نعم رب العالمين التي اغدق بها على بلاد الحرمين الشريفين ، ومن المهم أن نشير إلى أن الدولة السعودية في مرحلتها الحالية قد قفزت قفزات كبيرة في كل مجالات التنمية السياسية والاقتصادية و الصناعية و العسكرية و غيرها من أسس و فروع مجالات التنمية و التي تم ترجمتها في رؤية (٢٠٣٠ ) التنموية التي يقودها سمو ولي العهد الامير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز و بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظهم الله وسدد على دروب الخير خطاهم . لقد صارت هذه البلاد السعودية محور ارتكاز سياسي و إقتصادي في إقليم الشرق الاوسط بل في العالم أجمع لأنها تمثل عمود الارتكاز للعالم العربي و الإسلامي ، و قد اكرمها الله سبحانه وتعالى بخدمة حجاج بيته الحرام لوجود الحرمين الشريفين على ارضها و ما يمثلانه من امتداد تاريخي لنشأة الرسول محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة والسلام و أن الله اصطفاه ليكون نبيا و رسولا للعالمين وانه آخر الأنبياء والرسل و انزل عليه القرآن الكريم ليكون دستورا و هاديا للبشرية جمعاء لانه يمثل شريعة الله في ارضه و خلقه ، وقد تكفل الله بحفظه من الاندثار و من التحريف كما قال الله سبحانه وتعالى في قرآنه الكريم ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ). إن فلسفة يوم التأسيس التي يجب أن يعيها كل مواطن سعودي هو أن دولتنا و شعبها لم يأتيان من العدم ولا من الفراغ بل إن هذه الدوله بنيت امتداداً لتاريخ مجيد منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم و أصحابه الكرام و مرورا بحقب تاريخية مختلفة كان أهمها قيام الإمام محمد بن سعود رحمه الله بتأسيس الدولة السعودية الأولى و قيام الإمام تركي بن عبدالله رحمة الله بتأسيس الدولة السعودية الثانية و ختاماً قيام الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه بتأسيس الدولة السعودية الثالثة و التي ندع الله أن تستمر حتى يرث الله الارض و من عليها.
إننا لا نستطيع أن نحصر ما قامت به المملكة العربية السعودية مُنذ إنشائها و حتى يومنا هذا في خدمة شعبها و أمتها العربية و الإسلامية فهذا قدرها من الله لإنها هي من تحمل راية التوحيد الخفاقة التي ترفعها سفارتها فوق كل ارض و تحت كل سماء .
اللواء الركن متقاعد
حسين محمد معلوي

