الكاتب : النهار
التاريخ: ٠٧ مارس-٢٠٢٥       17050

بحضور نخبة من مثقفي الوطن، احتفى  مجلس أوراف الأدبي  لصاحبه الدكتور فواز بن عبدالعزيز اللعبون الأسبوع الماضي بيوم التأسيس، وكرّم الشاعر الكبير حمد العسعوس.

وقد أدار الحفل الأستاذ عبدالرحمن الجاسر عضو مجلس إدارة النادي الأدبي بالرياض، وبدأ الحفل لكلمة لصاحب المجلس بإلقاء كلمة ترحيبّية، ومما قال: "في ليلة تكريم الشاعر الكبير حمد العسعوس المتزامنة مع الاحتفال بيوم التأسيس، ليلةٌ زهراءُ بوجوهِكم الزُّهْر، وبيضاءُ بغُرَرِكم البِيض.. ليلة معدودة من ليالي العمر يجتمع فيها أهل الأدب والنقد والفكر من أنحاء وطننا الحبيب حاملين أشواقهم إلى محاضن اللقاء، وجنائن المحبة، وشاعر المكرم الذي كَرَّمْنا أنفسنا بتكريمه، وكرمنا هو بقبوله التكريم، هو حمد بن أحمد العسعوس، شارك في العديد من الفعاليات الثقافية والأمسيات الشعرية داخل المملكة وخارجها، ونُشِرَ له الكثير من القصائد والمقالات في الصحف المحلية والعربية، وله عدة عضويات ثقافية واجتماعية، وصدرت له ست مجموعات شعرية".

ثم ألقى الشاعر المكرّم كلمته وقصيدته فقال: في البداية، أرى من واجبي أن أرحب بكم جميعا أجمل ترحيب، وأن أشكركم كثيرا على تجشمكم مصاعب ومتاعب المجيء إلى هنا، وسط هذا الازدحام المروري على الطرق، وفي هذه الأجواء الشتوية الباردة.

ثانيا : لا يفوتني أن أتقدم بخالص الشكر والامتنان للدكتور الشاعر فواز اللعبون ولزملائه أعضاء اللجنة الاستشارية لمنتدى أوراف الأدبي لقاء موافقتهم على ترشيحي لهذا التكريم بالإجماع، كما أبلغني بذلك صاحب المنتدى.

ثالثا: يشهد الله أنني أشعر بالحرج وأنا أقف أمامكم بصفتي الشاعر المكرم، فلم أكن أنتظر ولم أتوقع يوما أن أقف هذا الموقف..؛ لأنني في قرارة نفسي غير راض عن تجربتي الشعرية، وأرى أنها تجربة متخبطة وغير ناضجة..، ولكن يبدو أن لجمهور الشعر وعشاقه ومتذوقيه رأيا آخر مخالفا لما أعرفه عن نفسي. 

رابعا: أنا من مؤيدي التكريم لمن يستحقه في أي مجال من مجالات الإبداع.. لكنني لم أكن أتصور حجم الأثر الإيجابي للتكريم على المكرمين إلا بعد أن فاجأني د. فواز بالاتصال، وزف لي خبر ترشيحي للتكريم في هذا المنتدى الذي يزهو بالشعراء ويزهر بالشعر وعشاقه..، فقد أشعرني ذلك الاتصال بقيمتي وبمكانتي أمام نفسي وأمام الآخرين.

- أما عن ملحمة الكفاح المسلح التي جرت لتأسيس الدولة السعودية الأولى لهذا الكيان العظيم الذي بُني على جماجم الرجال الأبطال من آل سعود وأعوانهم وأتباعهم بقيادة البطل المؤسس الأمير محمد بن سعود وأبنائه وأحفاده، ثم توحد بمعجرة فوق الرمال بقيادة البطل الموحد الملك عبدالعزيز وجهود أبنائه وأعوانه، وانضوت تحت لوائه مختلف الإمارات والقبائل المتناحرة في شبه الجزيرة العربية.. حتى أصبح وطناََ شامخاََ راسخ القواعد، ثابت الأركان، شامخ البُنيان، عامراََ بالأمن والأمان، زاخراََ بالخيرات التي ترد إليه من كل مكان..، فأقول :
لا الحبرُ يكفي ولا الأشعارُ والخُطَبُ 
ولا الرواياتُ .. والإعلامُ .. والكُتبُ 
لوصفِ ملحمة التأسيس، ليس لنا
من الوسائل..، ما تحتاجه الحُقُبُ 
(محمدُ بنُ سُعُودِِ) .. من إمارتهِ
 في ربوةِِ صلبةِِ دانتْ له العربُ..!
كل السلاطينِ صاروا تحت إمْرَتِهِ
 وللدرُوعِ .. وللدرعيٌَة.. انتسبوا
هذا الحنيفيٌُ من وادي حنيفة 
وللحنيفيٌة البيضَاءِ ... ينتسبُ
 صَلٌَى، وصامَ، وأبلى في مَعَاركِهِ 
مُجاهدُُ..، لِبِنَاءِ المجدِ..، مُنتَخَبُ
 ساقَ النوايا مطايا خلف رغبتِهِ 
تأسيسَ دولتِهِ، فانقادَتْ الرٌُتَبُ 
أنصارُهُ وفَدُوا، من خلفِهِ احتشدوا
من أجلِ غايتهِ..، أرواحَهُمْ وهَبُوا

وأبرقَ النصرُ، من كُلٌِ الجهات، له
 أقْدِمْ .. محمٌَدُ أنتَ الحلمُ والطٌلَبُ 
فسَارَ - يحملُ آمالاََ..، وألويَةََ 
للنصر تعرفُها الآفاقُ، والشهُبُ 
خُيُولُهُ انطَلَقَتْ .. راياتُه خفَقَتْ 
حليفُهُ العَزمُ، لا خوفُُ ولا نَصَبُ 
حتى تَمَكٌَنَ من تأسيس دولته 
وسَاسَها، بعدَه، الأبناءُ والعَقِبُ 
أعداؤها انطلقوا من كل ناحيةِِ
 مثلَ الثعابين في أنيابها العطَبً 
طاحَتْ، وطاحَتْ، وقامت حين 
أنقذ ها
صقرُ الجزيرة..، والدٌُنيا له تَثِبُ 

والحكمُ لا يُبْتَنى .. إلا على أسُسِِ
 صُخُورُها التضحياتُ الحُمْرُ، والقُضُبُ.

ثم ألقى الدكتور عبدالرحمن بن إبراهيم العتل ورقة عنوانها "الوطن في شعر الشاعر حمد العسعوس"، ومما جاء فيها: "القارئ لشعر الشاعر حمد العسعوس الوطني يلحظ الحب الكبير الذي يحمله لوطنه حتى في غربته يبث شوقه وحنينه لأرضه، ويبدو هذا الحب منذ عتبة النص من خلال " العنوان" فنجد العناوين الموحية مثل:" الحبيبة" و " قبلتي وقبيلتي" و" البشارة" و " وطن من ذهب" و" أجزاء من القلب على تراب الوطن"، ثم ألقى الأستاذ سعد بن عبدالله الغريبي ورقة أخرى تناولت شعر العسعوس بعامة.

بعد ذلك بدأت الأمسية الشعرية بمناسبة يوم التأسيس، وشارك فيها كل من: حاتم الجديبا، وخالد الحافي، وسعد الرفاعي (من ينبع)، وشيبان العنزي (من الخرج)، وصالح العَمري (القانص)، وعبدالعزيز العجلان، وعبدالمحسن الخميس، وفهد العبودي (من الدلم)، ومحمد عابس، ومحمد الخليف، ثم سلّم صاحب المجلس الدكتور فوّاز اللعبون درع التكريم للشاعر الأستاذ حمد العسعوس، كما سلّم شهادات لجميع الشعراء المشاركين.

من جهة أخرى نظّم  مجلس أوراف الأدبي  (القسم النسائي حفلا بمناسبة يوم التأسيس، وتولت التنظيم والدعوات الدكتوره أماني الشيبان (زوجة الدكتور فواز اللعبون)، وشاركت فيه عدد من الشاعرات من أبرزهن: د.أحلام الحميّد القحطاني، وميسون أبو بكر، وكُرّمت في الحفل الأستاذة سارة الخزيّم صاحبة صالون سارة الثقافي، وتحدثت عنها الدكتورة سعاد أبو شال.

وقد حضر الحفل عدد من الأكاديميات والفاعلات في الساحة الثقافية، ثم سلّمت الدكتورة أماني درع التكريم للأستاذة سارة الخزيّم، والشهادات للشواعر المشاركات.