

جيلان النهاري
بقلم: جيلان النهاري.
إن أردتموها فخرا فأنا كذلك، وإن أردتموها زهوا فأنا كذلك، وإن أردتموها شهامة فأنا كذلك، وإن أردتموها حكمة وحنكة فأنا كذلك، وإن أردتموها عزة ورفعة فأنا كذلك.
إنه الرشد إنه العقل الناضج، إنه الهيبة، إنه القامة، إنه القيادة، إنه الوجاهة.
300 عام وهذا الشاب السعودي يحمل في قلبه إيمانا، ويحمل في عقله سلاما ، ويحمل في يده رسالة.
300 عام وهذا الشاب يدحر الشيطان وأعوانه، واجه مكائدهم وكابدها، غار في وطيس شرهم متسلحا بإيمانه متحملا عبئ الأمانة لمعنى الرسالة التي يحملها بعدما وصل الشيطان وأعوانه ليقينهم الواهم أنهم أستطاعوا في هدم بيت ونبع الرسالة المحمدية التي أضاءت الكون.
300 عام هذا الشاب السعودي رجل ليس ككل رجال زمانه، إمام ليس ككل أئمة زمانه، حاكم ليس ككل حكام زمانه، قائد ليس ككل قادة زمانه، إنه هبة الله لأهل زمانه ولأرض رسالته ومنبع دينه ومهبط وحي نبيه، ومكان بلده الحرام مُتَعَبَّد عباده.
300 عام أسس هذا الشاب السعودي دولته، ليس طمعا في حكم، أو رغبة في مال ورياء، بل أسس دولته على أساس الحفاظ على دين الله الصحيح الذي بُعِثَ به سيد الخلق وخاتم الرسل والأنبياء سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام.
300 عام وهذا الشاب السعودي يضحي بنفسه وروحه وذريته لأجل أن يبقى الإسلام منارة حقيقية مشعة قاهرة للشياطين، ليحيي نورها رقي وسمو البشرية، فيقوموا بعمارة الدنيا أخلاقا وقيما وإنسانية.
300 عام من مواجهات هذا الشاب السعودي لكل تلك الإرهاصات والمكائد الشيطانية، بتمكين من الله له من دحرها ورد خبائث وحيل الشيطان وأعوانه في نحورهم مهزومين ذليلين حيرانين مستسلمين رافعين راية هزيمتهم وخروجهم مُسَلِّمِين أن هذا الشاب على مدى ال 300 عام، هو منصور من الله أختاره الله ولي أمر شعب هذه الأرض الطيبة المباركة.
300 عام وهذا الشاب السعودي، يكسب مودة أهالي هجر وقرى وحاضرة أرض الرسالة ومهبط الوحي، ممثلين في شيوخ القبائل وأهل الرأي من الأعيان والعلماء ورؤوس القوم، مُلتَفِّين حوله مؤمنين بصدق أمانته وحسن سريرته القاصدة إعلاء كلمة الله التي خلق الله البشرية لأجلها، تعبدا لله، ولنيل رضاه على هذه البلاد وأهلها.
بعد 300 عام هذا هو اليوم الشاب السعودي يضع رؤيته بطموح متزن وبفكر منفتح و بمنهجية مدروسة، محروسة مُسَيَّجة بقرآنه، وسنة نبيه وبقيم أرضه وأخلاق مجتمعه وسلفهم الصالح، وإيمانه بقدرات شعبه، وبتوفيق الله له يستمر في حمل أمانة الرسالة السامية للدين الأسلامي السليم المعتدل محققا نصره، معمرا لأرضه، منعما شعبه، وهذا من فضل ربي.
هذا الشاب نستذكره كل يوم 22 فبراير من كل عام نراه ماثلا أمامنا في ذريته التي أوجدها الله لتحكم هذه الأرض مؤيدة مسددة ممكنة مسلحة بالحنكة والرشد والحكمة، وسلامة القلب والدين، ليبقى هذا الشاب مستمرا في ريعان شبابه منذ يوم بدينا إلى أن تقوم الساعة.

