الكاتب : لواء م عبد الله ثابت العرابي الحارثي
التاريخ: ١١:٠٥ م-١٠ ابريل-٢٠٢٣       43010

أطفالنا.. بين إهمال الأباء ..ووحشية العاملات

شاهدنا بكل أسف المقطع المتداول في مواقع التواصل الاجتماعي لعاملة منزلية يقول مصور المقطع أن هذا حالها كل يوم مع هذا الطفل البريء المسكين، إنه لعمري لمنظرٌ مخيف تقشعر له الأبدان وتأبه النفوس السليمة، منظر مجرد من الإنسانية ولكنه ليس المقطع الأول ونتمنى أن يكون الأخير الذي ينتشر لعاملين وعاملات بالمنازل يضربون الأطفال الذين أوكل لهم أباء خلت قلوبهم من الرحمة والعطف الأبوي تربية ومتابعة أبنائهم، من المتوقع أن لايكون هؤلاء العاملين أرحم عليهم من آبائهم خاصة إذا علمنا أنهم يرون ويلحظون ويعايشون إهمال بعض الأسر وعدم إكتراثهم لما يحصل لأبنائهم، ولم تؤثر فيهم فضاعة المقاطع التي تنتشر بين آن وآخر، لذلك تفرعنوا وأمعنوا في إذاء أحباب الله، نعرف ومن خلال رصد الكثير من الحالات المشابهه أن هذا حال جُل العاملات وهو مشهد تكرر في بعض البيوت وعند أبواب المدارس وفي الحدائق، وأنا شاهد على مناظر من الإهمال الجلي ألاحظه بصفة يومية بالحديقة التي أمارس رياضة المشي بها بدون مبالغة اكثر من 50 عاملة متجمعات على موائد من نعم الله وعلى هواتفهن ومهملين الأطفال، ويستمر هذا الحال بالساعات في هذه الحديقة وكأني بحال أهاليهم خذوهم عنا لنتمتع بحياتنا بعيدًا عن التعب ومسؤلية تربيتهم.
السؤال هل هناك بالفعل  آباء أصبح دورهم في الحياة يقتصر على الإنجاب فقط وقد تخلوا من باب عدم الاكتراث او البرستيج والهياط الاجتماعي إننا جلبنا لهم مربية محترفة تتولى تربيتهم ومتابعتهم، أي قلوب! أي رحمة! أي عاطفة تحملها قلوب هؤلاء الآباء الجدد، وهل نرى للجهات المعنية قرارات صارمة ليس ضد هؤلاء الوحوش من العماله بل أكثر صرامة مع هؤلاء الآباء المستهترين الذين لايستحقون لقب أب وأم، والسؤال الأهم هل نرى دورًا للجامعات والمراكز البحثية لدراسة اثر هذه التربية المتراخية والقاسية وأثر هذا العنف على تشكل شخصيات الأطفال وعلى مستقبلهم، وأين دور الإعلام الأسري والجمعيات المعنية بالطفولة 

لواء م عبدالله ثابت العرابي الحارثي