

كينونة الحضور الأنيق …
بقلم _ منى الشمري
الكاريزما والهيبة والاتزان والحضور الجميل والكلمة المنمقة المرموقة والحضور الممتع الأنيق …كيف لهذا كله أن يجتمع في آن واحد؟
هناك علاقة طردية بين المخبر والمظهر بين السر والعلن بين ماتخفيه عيناك وبين ماينطق به لسانك..
علينا أن نتفق بأن القلب السليم والضمير الحي والسمو في التفكير ..ثلاث أدوات تعطي نضارة حقيقية وملامح راسخة ثابتة أصيلة..
وأن القراءة باتساع وبشغف ،والشعر وفصاحته ،والعربية الفصحى واندماجها في ثنايا الروح ،ثراء عقلي ولغة تكسب صاحبها هيبة وأعجوبة ..
هناك سر عميق فيمن يتحدث برجاحة عقله وخفة حواره والثقل في قيمة معانيه..
إنها حقاً لفتة أخّاذة ساحرة وكأنك في حضرة جيش مهيب وقائد بارع وعنفوان آسر …
أتفق بإن الكاريزما أختص الله بها من يشاء ..ولكن هناك طرق لاكتساب الحضور الأنيق ..
أناقة روح ..أناقة منطق ولفظ وحوار ،أناقة فكر ،أناقة سمو بالذات،
لُبّ الأناقة عدالة روح ،وأن لاتزج بنفسك في كل حوار وجدال وحديث ،أن الهيبة كل الهيبة تكمن في أن لايكون لك في كل طرح رأي وفي كل قضية خلاف..
النزاهة العقلية تتفق تماماً مع النزاهة القلبية ..
والمروءة عزيزة عزيزة جداً لاينالها كل وارد…
واياك أن تتخاذل عن طرح حق خشية معارض..
ولاتتقدم خطوة لكسب مضمار تنافس ..
ولاترسم خطة وفق مبدأ الجماعات..
عِش حُراً طليقاً فيما تراه جمالاً لذاتك وانعكاساً لفكرك..
وأشرق كأن الكون كله لك..وإن مشيت أمشي بتروي وخطوات راسخة وثقل في الطرح وعمق في المعنى وتماهى فخراً بذاتك ولاتنسى خفة الروح واياك أن تكون ضداً لروحك ومشاعرها عش بسمو ،برقي ،بيد مُخضّبة بالخير، وروح يتناثر منها السلام..
ولاتطأ أرض جدباء..فإن مِن مَواطنِ الغيرةِ المحمُودةِ أن تَغارَ عَلى نفسِكَ، فَلا تَطأُ بهَا عقبَ ظَالمٍ،، ولا تُفنِيها فِي سَوافلِ الأمُورِ! "
وأنس بالحياة وتباهى فخراً بكينونتك ..
وتنعم بجمال الهيبة والحضور الآسر…

