

بقلم - فاطمة الأحمد
البعد حالة مؤلمة تجعلنا نشعر بالحنين والشوق لأشخاص نحبهم ونفتقدهم. قد يكون البعد بسبب ظروف لا نستطيع شرحها، أو نتيجة الانفصال العاطفي أو الانفصال الزمني، مثل الانتهاء من علاقة عاطفية أو فقدان شخص عزيز بسبب الموت.
يشعرنا بالحزن والوحدة، وقد نشعر أيضًا بعدم القدرة على التواصل بشكل مباشر مع الشخص الذي نحبه. قد يكون هناك شعور بالفقدان والشوق المستمر للحظات الماضية التي قضيناها معًا، وقد يكون من الصعب التعامل مع هذه الأفكار والمشاعر.
ففي أحدى أيام الصيف الحارة، وقفت في محطة القطار وأمامي شخصٌ عزيز على قلبي. كانت عيناه تلمعان ببريق الحزن، وكانت تلك اللحظة مليئة بالمرارة والألم. كانت لحظة الفراق الحقيقية، ولم أكن أعلم كيف أتعامل معها.
سنواتٌ طويلة قضيناها معًا، مليئة بالذكريات الجميلة والأوقات الصعبة. يشعرني بالأمان والسعادة، ضحكاته تملأ حياتي بالبهجة. صديقًا حميمًا وشريكًا في السعادة والحزن. والآن ستتغير كل الأمور.
حاولت أن أخفي دموعي وجعلت صوتي ثابتًا، ولكن لم أستطع. كان الفراق يؤلم بشدة، وكأن قلبي يتمزق قطعة قطعة. نظرت إلى عينيه وأحاول أن أحتفظ بذكرى وجهه في ذهني، لأنني كنت أعلم أنها ستكون آخر مرة أراه فيها لفترة طويلة.
تبادلنا الوداعات، وكلمات القلب المؤلمة تتراقص في الهواء. لم نتحدث كثيرًا، لأن الكلمات كانت تعجز عن التعبير. كانت الدقائق تمر ببطء، يجرنا بعيدًا عن بعضنا البعض.
حين وصلت اللحظة الأليمة للوداع، احتضنته بقوة وأحاول أن أحتجز الوقت في محاولة يائسة لمنعه من المضي قدمًا. ثم، ببُعد خطوة خلفية، تحرك القطار ببطء. كنت أراقبه وهو يتباعد عني، وقلبي ينزف في الوقت نفسه.
مرت الأيام والأسابيع، ولكن الشوق والحنين لا ينتهيان. تلك الفراغ الذي تركه في قلبي يذكرني بوجوده في كل لحظة. كل شيء حولي يذكرني بالأوقات التي قضيناها معًا، وأشعر بالحنين لأصوات ضحكته ونصائحه الحكيمة.
في النهاية، علينا أن نتذكر أن البعد لا ينسينا الأشخاص الذين نحبهم. يمكننا أن نحملهم في قلوبنا ونبقى متصلين بهم عبر الذكريات والمشاعر الجميلة.

