جيلان النهاري

١١:٣٤ ص-٠٨ يناير-٢٠٢٤

الكاتب : جيلان النهاري
التاريخ: ١١:٣٤ ص-٠٨ يناير-٢٠٢٤       27005

أيتها الإبنة أنت روح أبيك.. الذي يخشى عليك الخروج من جسده.. فلا تقتليه.

بقلم: جيلان النهاري 

عرف التاريخ البشري دور المرأة في إستقرار مجتمعاتهم بجميع ثقافاتهم، وفي التاريخ العربي عرفن نساء كن بناءات ذوات حكمة عقل تفوقن بها على كثير من الرجال، بل كن ذوات نشأة فكرية متقدمة حتى أنهن كن في مقدمة الريادة والقيادة في قبائلهن، حتى أن بعض القبائل سميت بأسماء النساء وكان بعض القادة وشيوخ بعض تلك القبائل يفتخرون بألقاب تحمل أسماء أمهاتهم وأخواتهم وبناتهم.

في دين الإسلام ذكر الله في كتابه المحكم نساء كن لهن أدوار مشرفة في التاريخ، مما ساعدن في قوام هذا الدين، ولم يذكر الله ذلك عبثا بل لحكمة دورها الإيجابي في نهضة أي مجتمع من حيث ما تتمتعن به النساء من خصائص الإحتواء من خلال النظر إلى مصلحة المكان الذي تتواجدن فيه، والذي تتحملن بكل جدارة مسؤلية العناية بتحقيق إستقرار نهضة مجتمعهن وإستمرار تقدمه، بدء من المنزل أو إنخراطهن في العمل داخل مكونات المجتمع ليقمن بخدمة عظيمة تساهم في النهضة العلمية والثقافية التي تقود إلى حضارة هذا المجتمع، وقد يكون ذلك بتنشئة أبناء وبنات المجتمع على السلوك السوي السليم والخلق الحسن وبناء الشخصية القوية الشجاعة الواثقة لديهم.

كل ماذكرت ستجد أن هذا لا يتحقق إلَّا بوجود رجال هم الآباء وأحيانا الأزواج الذين يستخرجون من مكنون النساء تلك القدرات الخارقة التي يتمتعن بها، بالتعامل معهن بثقة وإتزان من خلال تمكينهن القدرة على التحدث بحرية دون فرض قيود عليهن ليعبرن عما يجول في خاطرهن حول أي موضوع يطرح أمامهن، سواء كان شخصي أو أسري أو مجتمعي أو حتى في العمل سواء كان عادي أو مصيري، وتمكينهن من تحقيق الأفكار الإيجابية التي يخرجن بها، حتى أنهن يصلن إلى الثقة بقدراتهن دون خوف من القمع، وبنفس الوقت تكون الحياة المجتمعية صادقة وشفافة تساعد على تلافي أي إحساس بالشك السيء الذي يهد قيم المجتمع والذي قد يؤدي إلى الضعف والخوف من التعبير بالرأي الصريح.

ففي التاريخ العربي والإسلامي وجدنا كل النساء اللائي ظهرن بالقيمة التي خلدتهن هو ذلك التعامل البناء الذي قام به هذا الرجل معهن.

وهنا أخص بهذا الرجل هو الأب الذي قد يكون هو الشخص الوحيد الذي يرى في الإبنة روحه وشرفه وفخره ومكان إعتزازه بين أقرانه من الرجال، وهي تراه عزها حماها وخيمتها التي تستظل تحتها آمنة لا يعتريها الخوف من أي خطب يهدد قيمتها المصانة في المجتمع.

وبما أن الإبنة السعودية تتمتع بهذه العناية والحماية التي تلقاها من والدها وهي سمة أغلبية الآباء السعوديين الذين جعلوا من بناتهم ونساءهم عنوان فخر الأسرة السعودية حتى اصبحن مثل نموذجي للأسر المحافظة على القيم السامية بين مجتمعات العالم، فما كان من أحد أهداف التيارات المعادية للوطن التركيز على هدم المفخرة الوطنية النساء السعوديات أو لنقول بنات السعودية، فأخذوا يحيكون الحيل ويعدون الخطط من أجل سلخهن عن قيمهن الدينية وأخلاقهن الأسلامية والعربية وسلوكهن القويم.
ففي الآونة الأخيرة ونظرا للإنفتاح الفضائي عبر وسائل التواصل الإجتماعي والميديا، وجدنا من ضمن الخطط والحيل المحاكة على هذا المجتمع السعودي، خروج برامج ومسلسلات وكذلك مسميات وأستعمال مسخات سمين بالمشهورات إلى نشر عدة مواضيع تهدد سلوك بناتنا والتأثير عليهن بمصطلحات شاذة بما يسمى بالنسوية والإيحاءات الدالة إلى التخبيب بعنوان الحرية الكاذبة، والتي ستخرجهن من حرية الفخر والعز والشرف في كنف أبائهن ومجتمعهن المحافظ إلى عبودية الإنحلال والتخبط والتشتت الأخلاقي والسلوكي المنحرف، وخسارتهن وفقدهن ما كن عليه من قيم سامية يمتلكنها.

نخاطبك أيتها الإبنة الكريمة العزيزة الشريفة المفخرة لوطنك:
أنت روح وطنك الذي يخشى عليك الخروج من جسده فتدمري مجتمعه بتبنيك الفكر المعادي له.