

جيلان النهاري
جازان الفل والكادي.. والرقي الأدبي.
بقلم: جيلان النهاري
الأرض والسماء عن منطقة جازان تقولان:
الطينة منبتها رقيق، والهواء نسماته مسك عتيق، وطعامها يشفي العليل.
هذه هي جازان المدينة الإدارية بمحافظاتها المترامية الأطراف المتشعبة والمتقاربة فيما بينها، المتعددة في تضاريس أراضيها منها الجزر كاللؤلؤ في بطن البحر ومنها الساحل الذي تسحرك شواطئه، منها الجبال التى تأسرك قممها، ومنها تهامة التي تأسر عقلك خضرة أراضيها، فمنطقة جازان هي جامعة للتاريخ الأدبي والعلمي والثقافي فكريا وفنيا وثراتيا، فلن تجد محافظة من المحافظات التالية التي تشملها منطقة جازان وهم:
صبيا، صامطة، أبو عريش، جازان، أحد المسارحة، بيش، العارضة، ضمد، الدرب، العيدابي، الدائر.، الريث، الحرث، فرسان، الطوال، هروب، فيفاء.
لن تجد محافظة من المحافظات إلا وذكرت أعلاما خرجوا منها ينثرون نتاج عقولهم الراقية في العلم والفقه والأدب والفن والفكر المؤثر، وهذا ليس جديدا بل كان منذ أن دون التاريخ العربي قصص هذه المنطقة وأعلامها الكبار.
جازان المنطقة الإستراتيجية التي أصبحت اليوم في هذا العهد السعودي الزاهر مركزا إقتصاديا هاما نظرا لما تحظى به من موقعا إستراتيجيا تاريخيا، وطبيعة خصبة زراعيا وكثافة سكانية عاملة، وذكاء فطريا في أهلها، من خلال نوعية الانفتاح الفكري لدى سكانها وتنوعهم البشري وتحضرهم في تقبل الآخر، وتعاملهم مع الغرباء وإحتضانهم وتطويعهم الودود ليكونوا مكملين للنسيج البشري العامل على كل مايخدم الإنسانية في كل مجال فيه منفعة عامة.
جازان منطقة القبائل الكبيرة التي حافظت على حماية الموروث الثقافي والعرف العربي والقيم الأخلاقية السامية لأهلها.
جازان التي أنخرط أهلها علماء دين وفكر وأدب، ورجاحة عقل شيوخ قبائلها، وبكل مالديهم من إيمان كامل بحنكة ورشد وحصافة القائد الموحد للمملكة العربية السعودية الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، فوقفوا متحدين معه طيب الله ثراه ومن بعده مع أبناءه البررة الملوك والأسرة الحاكمة سدا منيعا في حماية الحد الجنوبي لهذه البلاد من أي غزو فكري أو حتى عسكري يحاول أن يتسلل عبر الحدود الجنوبية من منطقة جازان.
جازان قدمت وتقدم رجالها جنودا على الحدود، وعلماء في الدين، وجهابذة في العلوم المعرفية الأخرى، وكذلك الطبية وكثير من الأدباء والمؤلفين المؤثرين عبر تاريخ جازان إلى اليوم.
فجازان تعيش ثورة محمودة تتوافق مع الخطط التنموية التي سخرتها حكومة المملكة العربية السعودية لهذا الجزء المهم من الوطن، ويساهم أبناء منطقة جازان حبا منهم وواجبا عليهم في أن يكونوا لبنة بناء فاعلة ومنسجمة مع جميع سكان هذا البلد الطيب المعطاء.
فمن يزور منطقة جازان حاليا يعي تماما هذا الحراك الراقي الذي يشمل جميع مناحي الحياة المدنية والإنسانية في جميع محافظات جازان وحسب الخطط السامية التي وضعتها حكومتنا الرشيدة للرفع من المستوى الحضاري التي تميزت به هذه المنطقة الهامة، والتي يقوم على أمارتها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز آل سعود الذي يبذل الجهد الكبير في تنفيذ هذه الخطط الطموحة، وتمكين إداراته العاملة معه في تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030، لتضيف إلى طينتها وهواءها لونا زاهيا يزيدها جمالا إلى جمال فلها وكاديها.

