

من المريض الحقيقي وماهو المرض ؟
لا زلنا نرى على الرغم من التطور الفكري والمجتمعي الكبير والمشرف بعض العقول المتحجرة والرؤوس المنكسة التي لا تريد أبداً رفع هاماتها إلى الأعلى ومشاهدة العالم بل والعيش معهم على الأقل وإعطاء نفسها فرصه للتحرر من فكره العين والحسد والمس والسحر؛ وبمجرد أن تحاول فقط ولو بشكل يسير أن تشعرهم بنسمة أمان في عالم الخوف الذي لا يفارقهم ولايفارقونه والوهم الذي طغى على تفكيرهم والجهل الذي ارتضوه لأنفسهم حتى يسلون عليك سيوفهم ويخرجون عن طورهم وكأنك أتيت لأذيتهم لا لمساعدتهم.
المحزن في هذا أن هناك من يستغل تفكير هؤلاء لأهداف شخصية ومكاسب مادية ويجاريهم في أوهامهم وخزعبلاتهم ويزيد على ما يقولون ويستمتع بجرهم أكثر إلى الأسفل دون خوف من الله قبل كل شيء وبلا رادع لهذه الفئة المسماة بالرقاه ومفسري الأحلام.
في الحقيقة كلنا نؤمن بالله وديننا الإسلام والحمد لله وكل ما ورد في القرآن والسنة نؤمن به جملة وتفصيلا؛ من العين والحسد والسحر والأمراض الروحية التي وردت عن الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- وأوضح عليه الصلاة والسلام طريقه التحصين والرقية الصحيحة بحيث يكتفي الإنسان بتحصين نفسه ورقيتها أو يرقيه من كان معه إذا لزم الأمر، لا أن تشد الرحال للرقاه وتدفع لهم المبالغ الطائلة وكأن الله ميزهم وفضلهم وآتاهم ما لم يؤت أحدا من خلقه؛
المؤسف أن أغلب من يعتقد بهذا هم مرضى نفسيين فعلا وبحاجة ماسه للعلاج بالطريقة الصحيحة؛ القرآن علاج ووقاية ولا حياة لنا بدونه قال تعالى﴿ الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ۗ ألا بذكر الله تطمئن القلوب﴾ وقال تعالى: ﴿وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا ﴾.
ولكنها خلطت الأمور واستغلت العقول الجاهلة والمتجاهلة واستبدلت قال الله وقال رسوله بقال الشيخ فلأن ورقيه الشيخ فلأن حتى أصبح الوضع مزريا فعلا ومستفز لكل إنسان عاقل يشعر ببشاعة أن تستغل مريضا لتكسب المال وتبحث عن الترند والهدايا والمحتوى في مواقع التوصل؛ حتى جعلوا منهم مشاهير يتراشقون التهم وكل منهم يسعى أن يكون صاحب الرأي الأقوى والطرق المثلى للعلاج بينما هي بدع لم ينزل الله بها من سلطان؛
كلي أمل أن تستفيق العقول والضمائر. وأدعو بالشفاء العاجل لكل مريض من كل داء.
وأختم بقول الحق سبحانه وتعالى: (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها) صدق الله العظيم
بقلم: ناديه الشهري .

