جيلان النهاري

٠٣:٣٤ م-٢٠ نوفمبر-٢٠٢٣

الكاتب : جيلان النهاري
التاريخ: ٠٣:٣٤ م-٢٠ نوفمبر-٢٠٢٣       32175

جرذان المنابر إخوان فتن الزمان..

بقلم: جيلان النهاري 

أمما وشعوبا وقبائل وأسر تكونت عبر التاريخ مع التكاثر البشري والنموذج والتطور السكاني، والتحول من الثنائية إلى التعددية فما كان إلا أن أصبح لكل مجموعة بشرية قيادة ولكل قيادة هناك راية تحملها ومنبر تنتصيه لتوصيل فكرها ورسالتها وأهدافها لمن ينطوي تحت رايتها أو حتى للتأثير وجلب أكبر ما يمكن من الأتباع المتأثرين بهذه القيادة وبتوجهاتها الفكرية.

فأحدث الإنسان على مدي عمره على الأرض منصة يرقاها أعلى مجتمعه قيمة معنوية ومادية، رجل أو إمرأة لا يعلو عليهم أحدا قيمة وقيما يقتنع بها مجتمعهم ليلتف حول هذه الشخصية التي تم تنصيصها على أعلى منصة يراها الرائي وينظر إليها بإعجاب وتشرف، وليكون هناك خطط وتنظيمات تضمن أمان وإستقرار هذا المجتمع.
هذه المنابر التي تعمل على التسويق والترويج لكل ماهو قائم بالفائدة لتلك المجتمعات والشعوب والأمم بقيادة الشخصية التي ترتقي المنصة الأعلى التي تشخص إليها أبصار الجمع بإعجاب وإنبهار.

الأمم عبر العصور كانت تأمن حياتهم بأمنهم الفكري وأمانهم الحياتي وهذا يتحقق برأس هرم يسير حياتهم وامورهم يمتلك القيم والأخلاق الراقية والحكمة والرشد الإداري لمسؤلياته.
 
هكذا كانت الحقب فجاءت الرسالة المحمدية السامية، التي سمت بكل شيء في النفس البشرية وانتشرت في أرجاء الأرض بقيادة عربية شهمة تمكنت من جعل غالب الكون ينتسب لهذه العروبة، فما كانت من أممهم أن عاشت الصلاح في جميع مناحي حياتهم، إلا أن هناك مع هذا الرقي الأممي كان للشيطان عُبَّادِه وأعوانه من أهل الفتن دور في عمل منابر لهم يظهرون عليها بين فترة وأخرى لتكون لهم في مناسبات عدة حدثت في التاريخ لخدمة أجندات عداء لأصحاب الرسالة الاسلامية التي نشرها العرب، وتركز هذا العداء على الأرض العربية ومحاولة تدمير كل ما وصلوا اليه من رقي إنساني يسبب في تأخيرهم عن مواكبة  التطور الحياتي للأمة العربية والإسلامية.

في القرن الماضي وخاصة بعدما أستطاعت البلاد العربية في نيل إستقلالها من الإستعمار الجاثم على صدور شعوبها وبدء مرحلة البناء والتعافي من فترة التأخر العمراني والعمل الريادي والعودة إلى مكانتهم الصحيحة بين الأمم، توجس الغرب الصليبي والماسوني من هذه العودة للإنسان العربي، فعمدوا الى صناعة فرق لا ذمة لها ولا دين لتكون عميلة لها وزرعها في جسم الأمة العربية بالذات، فأخرجت لنا عدد من الفرق والطوائف التي تتلبس ثياب الإسلام وتعمل في هدم قيم الإسلام، حيث أثبتت الأزمات وخطط التخريب، فمن هؤلاء الفرق والطوائف هم وجدناهم على الساحة العربية ممن سموا أنفسهم بالإسلام السياسي من جماعة الإخوان المسلمين وحركات خرجت من رحم هذه الجماعة تنتهج الإرهاب والإساءة للدين الإسلامي كحركات حماس، وداعش والصحويين، وأيضا أحزاب سياسية عسكرية على شكل ميليشيات بمسميات كحزب الله وأنصار الله والحشد الشعبي بمباركة من إيران التي تعاونت مع الغرب الصليبي والماسوني تجاه هدم الأمة والبلاد العربية.

أراد الله بعونه وتوفيقه للقيادة العربية الحريصة على مواجهة هذا العداء الذي تكالب عليها حيث تمكنت من تهدئة وتحجيم هذا العداء بالحنكة والدهاء السياسي الحكيم، بالوقوف في وجه تمدد هذه الفرق في عدد من الدول العربية ومنعها من ممارسة تحقيق الاهداف الهادمة لأمن واستقرار شعوبهم، حتى ضننا أنهم أنتهوا، إلا أنهم وجدوا من يأوي بعضهم ويدعم قياداتهم، ليكونوا مستعدين للعودة مجددا في عملهم التخريبي، ولهم عملاء يختبئون في جحورهم داخل بلدانهم تكشفهم ردود أفعالهم مع أي حدث يصيب الأمة العربية، فيخرجون كالجرذان على المنابر والمنصات الإلكترونية يجعرون بصوت الصراخ المستجذي للعاطفة الشعبية العربية.
حقيقة حدث هذا في الآونة الأخيرة مع أحداث غزة والتي كنا جميعا كشرفاء عرب ومسلمين ضد مايحدث لإخواننا الأبرياء سكان غزة من تدمير وإضطهاد وقتل وتشريد وتهجير ورفضنا لكل ذلك، خرجوا لنا هؤلاء الحرذان من جحورهم ليعتلوا هذه المنابر يمثلون أدوار التقى والوجل والشجاعة بالصراخ والجعير لأجل خراب أي إستقرار إنساني بقيادة عربية تحمل قيم الدين الإسلامي الوسطي المعتدل السمح حيث:
● يطعنون في صدق وأمانة رجال الدين الأتقياء الحقيقيين الذين كانوا صادقين في النصح والرشد.
● وفي تخوين الحكام الراشدين المتفهمين لأدوارهم ومسؤلياتهم الحقيقية تجاه نصرة غزة والقضية الفلسطينية وحفظ أمن دولهم.
● وإتهام الشعوب الصادقة في الولاء لقياداتهم بالتخاذل وإخراجهم من الملة.

هؤلاء الجعيرة من حركات الإسلام السياسي والأحزاب المزروعة في الدول العربية هم من نستطيع تسميتهم بجرذان المنابر، وعلينا الوقوف بحزم في وجههم، ومنع تمددهم ونحن نعلم أن هؤلاء لا يستطيعون مجابهة قط إذا نظر إليهم، فكيف لو وجدوا رجلا عربيا حرا يعريهم ويلجم أفواههم.