

عبدالغني بن محمد الزهراني
لقد حثنا ديننا الحنيف على مساعدة الغير والتعاون على الخير وقد وضع الاسلام دستورا للراعي مع الرعية، أساسه الرفق بهم، والعفو ورفع المشقة عنهم، والتيسير عليهم لبلوغ مصالحهم وغاياتهم فنحمد الله عز وجل على هذه النعمة العظيمة
وقد أمرنا سبحانه فقال:(وتعاونوا على البر والتقوى) فهذا أمر منه سبحانه لعباده بالتعاون في ذلك ، وكما يعلم القارئ الكريم فالله سبحانه لا يأمر بأمر إلا وفيه صلاح للناس في دينهم ودنياهم ومجتمعهم فضلاً عن الاجر والثواب المترتب على ذلك ، وكل سبيل يفضي إلى التعاون على البر والتقوى فهو مأمور به كما تقرر عند العلماء في القواعد ان مالا يتم الواجب إلا به فهو واجب ووسيلة الشيء تأخذ حكم مقصدها فمن كان وسيلة إلى خير أو نفع للمجتمع ولو بالكلمة الطيبة أو كف الأذى فذلك مما أقرته الشريعة السمحة بل قد أمرت به .
أيها القارئ الكريم أن المؤمنين أخوة بعضهم أولياء بعض يتراحمون و يتناصرون و يتعاونون ، غنيهم يعطي فقيرهم و قويهم ينصر ضعيفهم كلٌ بقدر استطاعته قال تعالى :( إنما المؤمنون إخوة) ويتأكد ذلك في الظروف العصيبة ومثال ذلك ما قام به خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين حفظهما الله من دعوة الناس للتبرع للفلسطينيين عبر منصة ساهم إزاء ما يحصل لهم من قتل و تشريد و تهجير فهذا خير شاهد على تعزيز هذه القيم و الأخلاقيات الإسلامية السامية.
وهذه الدعوة تأتي امتداداً لتاريخ عريق مضيء من نصرة القضية الفلسطينية منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز - رحمه الله - إلى يومنا هذا فإنها لم تأل جهداً ولم تدخر وسعاً ولم تتأخر يوماً ولا تزال مبادرة بحالها ومالها ورجالها وثقلها السياسي و مكانتها الدولية و الإقليمية
وكذلك فقد نهي عن ضد هذا الخير في قوله تعالى :(ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) فعلى عكس الشق الأول من الآية في المعنى فمن سعى أن يكون حجر عثره في طريق الآخرين أو معسر لأمور المسلمين أو يريد أن يشق عليهم بأي وسيلة كانت فهو مكتسب للإثم و جالب لنفسه المشقة من حيث لا يعلم وقد قال نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم فيما ترويه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها :( اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه) رواه مسلم
و من ذلك الإثم بعض الوسائل الإعلامية المضللة التي تقلل من شأن ما تقوم به المملكة بشعارات جوفاء ليس وراءها سوى الهاب المشاعر وخداع السذج من الناس فلا تخدعنّكم هذه الأكاذيب الإعلامية التي تحاول جاهدة طمس جهود دولتنا و مواقف قادتنا و مناصرة وطننا..
عبدالغني بن محمد الزهراني

