جيلان النهاري

١١:١١ ص-٠٩ اكتوبر-٢٠٢٣

الكاتب : جيلان النهاري
التاريخ: ١١:١١ ص-٠٩ اكتوبر-٢٠٢٣       38775

خبراءنا الأطباء والممارسين الصحيين المتميزون بعد التقاعد أين هم؟.

بقلم: جيلان النهاري 
 

منذ السبعينات من القرن الماضي شهدت بلادنا عدد كبير من الخريجين الأطباء في جميع التخصصات الطبية، وممارسي التخصصات الصحية المساعدة والمساندة بعد أن صرفت عليهم حكومتنا الرشيدة الغالي والنفيس لأجل تمكينهم من الحصول على أدق التخصصات الطبية وذلك بإبثعاتهم إلى الدول المتقدمة والعودة لأراضي الوطن والعمل في مجالات تخصصاتهم، وأستمر ذلك ويستمر إلى حاضرها حتى وصلنا لمصاف الدول المتقدمة صحيا.
في العشرين سنة الماضية رأيت تقاعد عدد من الزملاء من أطباء وممارسين صحيين، ومن خلال تجربتي في العمل الصحي على مدى 35 عاما عاصرت كثيرا من الكوادر الصحية الماهرة والنادرة الذين تحلوا بأدبيات مهنة الطب، ورأيت حجم ما أنفقت الدولة من أجل تمكينهم في ممارسة تخصصاتهم من خلال وزارة الصحة بتجهيز المستشفيات بأحدث ماتوصل إليه العلم من الأجهزة والأدوات واللوازم الطبية الممكنة لهم من تأدية عملهم على أحسن وجه وتقديم أعلى خدمة طبية للمرضى، واليوم وأنا أسمع عن تزايد عدد من تقاعد من الأطباء، وكذلك الممارسين الصحيين في التخصصات المساعدة والمساندة واختفاء عدد منهم وبعدهم عن ساحة الطب إما بالإكتفاء بما قدموا والتفرغ للاستمتاع بالحياة الهادئة الرتيبة بحجة أن ماقدموا من خدمات يكفيهم، وحان وقت الراحة، أتساءل أين هم اليوم؟.
من حقهم طبعا أن يتخذوا طريق الراحة والإكتفاء بما قدموه خلال مسيرة حياتهم العلمية والعملية بمجال تخصصاتهم، ولكن من حق الوطن والمواطنين أن لا يبخل عليهم خبراءنا المخضرمين في المجال الصحي أن يستمروا في العطاء، فالطبيب نجده كالجندي المرابط على الحدود لأجل سلامة الوطن ومواطنيه، بل هو أشد جندية لأجل تقديم الخدمة حتى آخر رمق من العمل النبيل الذي يلاقي به ربه بعد عمر مديد، فهو رجل السلامة والأمن الصحي الأول للوطن.

اليوم وقد نرى العديد من الجمعيات التطوعية في المجال الصحي وتمكين وزارة الموارد البشرية والتنمية الإجتماعية، وكذلك وزارة الصحة، وأيضا هيئة التخصصات الصحية لهم في تطوير العمل الصحي التطوعي وهو أحد أهم الأعمال الوطنية التي تعني به الدولة بإهتمام بالغ الأهمية في الإستفادة من هؤلاء الأطباء والممارسين الصحيين الخبراء من خلال إمكانياتهم العلمية والعملية وحثهم للانضمام إلى هذه الجمعيات والإنتفاع بما لديهم من خبرات قد تساهم في تعليم وتهيئة النشئ من أبناءنا وبناتنا الأطباء والطبيبات وكذلك أصحاب التخصصات الصحية المساعدة والفنية المساندة من تشرب حب التطوع الصحي.

ومن هنا وعبر هذه المقالة أضع أمامهم حدثين هامين هما:
● الملتقى العالمي للتطوع الصحي والمقرر إقامته في 23 -24 من أكتوبر 2023م.
● المؤتمر العلمي الأول للجمعيات الصحية بعنوان ( الواقع والطلعات ) الذي يقيمه المجلس التخصصي للجمعيات الصحية بتاريخ 26 - 27 نوفمبر 2023م تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة الرياض.
إنهما فرصتان عظيمتان ومشجعتان لخبراءنا الأطباء والممارسين الصحيين في جميع المجالات التخصصية المساعدة والمساندة من المتقاعدين لتجديد نشاطهم في مجالهم التخصصي والإنخراط في عمل يكاد يكون أسمى مايقدمه المتطوعين، وخاصة أن العمل التطوعي له نكهة مميزة لا يستغني عنها أي شخص ينخرط بالعمل فيه.

لكل طبيب وكل ممارس صحي نحن في حاجتك في أن تدخل المجال الصحي التطوعي وتقديم خبراتك ومهاراتك المكتسبة من تخصصك عبر سنين النجاح التي حققت فيها المكانة العلمية الصحية.

فهيا بنا ننهض بجمعياتنا الصحية التطوعية بإضفاء روح الإنجاز من خلال الإستفادة من تميزكم الذي فخرنا به أثناء حياتكم العملية وسنفخر بكم بتواجدكم أعضاء في هذه الجمعيات الصحية التطوعية وتقديم ماتجودون به علميا وعمليا.