النهار السعودية

٠٦:١٣ م-٢٢ سبتمبر-٢٠٢٣

الكاتب : النهار السعودية
التاريخ: ٠٦:١٣ م-٢٢ سبتمبر-٢٠٢٣       34870

في ذكرى اليوم الوطني.. قراءة في إنجازات التعليم في عهد الملك عبد العزيز 

بقلم: نوف عبدالعزيز المحمدي 

باحثة دكتوراه في التاريخ والحضارة

نحتفي هذا العام بالذِّكرى الثالثةِ والتسعين لتوحيد المملكة العربية السعودية على يدِ مؤسِّسها الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله، الذي تمكَّن من توحيدِ الصف، وجمعِ الكلمة في جميع أرجاء المملكة تحت راية واحدة، وذلك في 21 جمادى الأولى 1351ه - الموافق 23 سبتمبر من عام 1932م. 

نتذكَّر في يومِنا الوطنيِّ هذا إنجازاتِ المؤسِّس الملك عبد العزيز طيب الله ثراه، في الميادين والقطاعات كافة، ومن أبرزها قطاع التعليم؛ فقد كان اهتمام الملك عبد العزيز بالناحية العلمية واضحًا منذ أنْ بدأ مسيرته لتوحيد المملكة تحت رايته؛ فأمر عام 1344ه/1926م  بإنشاء «مديرية المعارف العمومية»؛ لتهتمَّ بشؤون التعليم، وتنهضَ به، فحرَصَت المديرية على إنشاءِ المدارس في جميعِ أنحاء المملكة، وقسَّمت المملكة إلى سبعِ مناطق، يُشرف على كل منطقة معتمِدٌ للمعارف، يُسهِم في تنظيم منطقته، ويعمل على رُقِيِّها ونموِّها، كما حرَص الملك عبد العزيز على توفير المال لتطوير التعليم، فبلغت ميزانية مديرية المعارف في عام 1344ه (5670) جنيهًا ذهبيًّا، ثم تطورت ونمت بعد ذلك حتى بلغت في عام 1373ه: عشرين مليون ريال. 

ومن هنا يتجلَّى حرصُ الملك عبد العزيز رحمه الله على جودة التعليم، وعلى تطويره في جميع مناطق المملكة؛ فقد افتُتحت في عهده كثيرٌ من المدارس الابتدائية، والمتوسطة، والثانوية في معظم المدن والقرى والهُجُر، ومن أهمها: المدارس النموذجية، مدارس مكافحة الامية، ومدارس رياض الأطفال، ومدارس لدور الأيتام، والمعهد العلمي السعودي بمكة المكرمة، ودار التوحيد في الطائف؛ لإعداد متخرِّجين أكْفاء في العلوم الدينية، واللغة العربية، وإسناد وظائف القضاء في المملكة إليهم، والاضطلاع بالواجباتِ الدينية من وعظٍ وإرشادٍ. 

كما أنشأ رحمه الله كليةَ الشريعة بمكة المكرمة، ومعاهد لإعداد المعلمين الأكفاء، ومدرسة تحضير البِعْثات بمكة المكرمة، ومعهد الرياض العلمي الذي يعدُّ نواةَ جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.

كما حرَص رحمه الله على تقديم المساعدات المالية للطلاب في بعض المدارس والمعاهد، وطلاب الكليات. 

وبهذا ستبقى ذكرى الملك عبد العزيز رحمه الله حيةً نابضة بما قدمه لشعبه، وما خلَّف من أثر طيبٍ، وذكر عَطِرٍ.

وأن ما حققته بلادنا اليوم من نهضة تعليمية ليدعو إلى الإعجاب والتقدير؛ فلم تكن مسيرة النهضة لتتحقَّقَ دون فضلٍ من الله، ثم الجَهدِ المُضني من عهد المؤسِّس الملك عبد العزيز رحمه الله حتى عهدنا هذا عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ووليِّ عهده صاحبِ السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله؛ فساروا بالخطى السريعةِ والمتَّزنةِ لتحقيقِ الغاياتِ، ولرفعةِ هذا الوطن العظيمِ.

ونسأل الله عز وجلَّ أن يجعل جميع أيام وطننا الحبيب وقيادتنا الرشيدة وشعبنا الكريم أيام خير ونماء وأمن وأمان