النهار

٢١ نوفمبر-٢٠٢٥

الكاتب : النهار
التاريخ: ٢١ نوفمبر-٢٠٢٥       2035

بقلم - عماد الصاعدي 

في مشهد عالمي لا يتكرر كان حديث وسائل الإعلام المختلفة  عن زيارة ولي العهد وهذا الاستقبال الدبلوماسي الحافل من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية وأقوى دولة في العالم ، ومع مراسم هذه الزيارة تحدث العالم لغة واحدة فيها من التنمية والسلام والازدهار  وحملت في طياتها رسالة واضحة ، وصاغها السعوديين أنفسهم بقول واحد : نحنُ أمام العالم  ، وندعو الجميع  إلى استقرار دائم وعالم يجمع بين قيم المحبة والتسامح ، كان هذا النهج من عقود سابقة عبر واسطات داعمة من مُلوكها السابقين - رحمهم الله -  وحتى عهدنا الزاهر  لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وعلاقات غير مسبوقة من التقارب السياسي وتحقيق الشراكات الاستراتيجية الكبيرة مع الدول العظمى في العالم ومن بينها الولايات المتحدة الأمريكية.
وقد شاهد العالم هذا الاستقبال الحافل  لسموه وهذا التقدير من الرئيس الأميركي وأعطى رسالة مُهمة بحجم الجهود المبذولة في تحقيق مساعِي السلام بين الشعوب وخطة مدرُوسة لتحقيق المصالح المشتركة ،  وهذا ماقاله الرئيس الأميركي ترامب في خطابه بتصنيفه "بأن السعودية حليف كبير غير عضو في الناتو"  ، ولم يكُن ذلك فقط من الحضور السعودي بل تجاوز موضوعات أمنية وعسكرية من بينها بيع مقاتلات متطورة من الطائرات ( F-35) للمملكة ، وماتضمنته هذه الزيارة من تقدير دولي لمكانة المملكة كمستثمر في " التكنولوجيا الأمريكية"وخصوصًا مع الجيل الخامس من التقنية واستخدامات الذكاء الاصطناعي.
هذه الدبلوماسية من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان تُعطي رؤية للمستقبل بأن السعوديين لديهم قائد مُلهِم ويعمل ليل نهار من أجل تحقيق رفاهية متوازنة في كافة الأصعدة والمجالات والتي من بينها هذا الاستثمار الاستثنائي والفرصة الحقيقية لتلبية الاحتياجات وكانت عبارته الواضحة في البيت الأبيض " بأن هذه الاستثمارات ليست فرصة وهمية لإرضاء أمريكا وترامب بل هي فرصة حقيقية لتلبي احتياجات المملكة ".
ولم تكُن هذه الدبلوماسية من سموه فقط في الاعتماد على النفط بل إلى تحقيق شراكات واستراتيجيات أوسع لبناء مستقبل اقتصادي مُثمر ومُستدام ، وتحقيق معادلة من التوزان لصناعة الحُلول وتحويل القوة المالية في مجالات عدة في تطوير البنية التحتية وإنشاء مراكز ضخمة متقدمة في الذكاء الاصطناعي واتفاقيات لجلب رقائق من أشباه الموصلات المتطورة ، وبناء من القدرات للسواعد السعودية في الحوسبة السحابية ، وتطوير مستقبلي للعديد من القطاعات وتحول مُذهل في الرقمنة الجديدة .
وفي ختام هذه الزيارة اتضحت كثيرًا من معالم القوة الدبلوماسية لسموه الكريم  وتجسيدًا لخطوات حكيمة بإنهاء الأزمة في السودان وقبلَها بالدبلوماسية الناجحة  في رفع العقوبات عن سوريا لهذه المساعِي ووسط دعوات مُبتَهلة بأن يحفظ الله هذا القائد المُحنك في حِله وتِرحاله ، وأن يبارك في مساعيه الحثيثة لتحقيق السلام والاستقرار وحل النزاعات ، وأن يجعله ذُخراً للعالم العربي والإسلامي.