النهار السعودية

١٧ نوفمبر-٢٠٢٥

الكاتب : النهار السعودية
التاريخ: ١٧ نوفمبر-٢٠٢٥       4180

بقلم- أ.عجاب الحنتوشي

في العلاقات الإنسانية، ليس الخطأ هو ما يهدم الجسور، بل ما يتركه من شرخٍ في القلوب.

كثيرون يظنون أن الاعتذار يكفي ليعيد الأشياء كما كانت، لكن الحقيقة أن بعض الأخطاء ليست حدثًا عابرًا، بل اختبارًا يكشف مكانتك في قلب من أخطأت بحقّه.

نعم… قد نعفو.
العفو قرارٌ نتخذه احترامًا لذواتنا قبل الآخرين؛ نختاره لأن القلوب التي تربّت على الصفح لا تحمل ضغينة، ولأن الثقل الذي نتركه وراءنا أخفُّ كثيرًا من حمله معنا.

لكن  العفو  ليس عودة، وليس وعدًا باستئناف علاقة انتهى معناها.

فالودّ لا يعود لأن الودّ إحساس، والإحساس حين ينكسر لا يجبره اعتذارٌ متأخر، ولا تبريرٌ متكلف.

الودّ يُبنى على ثقة، وحين تسقط الثقة يصبح الرجوع مثل محاولة جمع الماء بعد انسكابه… مستحيلًا مهما اجتهدت.

العفو يفتح لك الباب لتخرج،لكن الودّ كان الباب الذي يفتح لك القلب، وذاك الباب، حين يُغلق، لا يُفتح مرتين.

إننا لا ننتقم حين نرفض العودة، ولا نتكبر.

نحن فقط نحمي ما بقي من أرواحنا، نُبقي المسافة آمنة، ونُدرك أن العلاقات التي تُكسر مرة، تعود ناقصة مهما حاولت إصلاحها.

ولذلك…قد نعفو عن الخطأ، ولكن الودّ ذلك الشعور الصادق النادر،لن يعود لمن لم يعرف قيمته.