النهار
بقلم - سلمان المشلحي
كانت حفرالباطن هذا الصباح على موعد مع أولى بشائر المطر الذي يمنح القلب طمأنينةً، ويشيع في النفوس فرحًا دافئاً، حينما امتلأت الطرق بعبق الأرض المبتلّة، وخرج كثير من الأهالي إلى وادي فليج يستقبلون الأجواء كما اعتادوا؛ ببساطةٍ وشوقٍ كبير.
غير أن هذا الفرح، مثل كثير من لحظاتنا الجميلة، حمل في ظله شيئاً من العناء؛ إذ شهدت بعض الطرق الرئيسية اختناقات مرورية أثقلت المشهد الهادئ، لاسيما في المحاور الحيوية كطريق الملك عبدالعزيز وطريق الملك فيصل وطريق الأمير نايف، ومع كثافة الحركة اضطرت دوريات المرور إلى التدخل وتنظيم المسارات وإغلاق بعض الدوارات مؤقتاً حفاظاً على سلامة الجميع.
ولم تكن حركة السيارات وحدها سبب الازدحام، بل زادته بعض التعديلات التي تحتاج إلى إعادة نظر، ومنها استبدال عدد من الإشارات المهمة بـ “يوتيرنات” لم تُحقق الغرض المنشود.
ورغم ذلك، يبقى المشهد دعوة هادئة — لنا جميعاً، مسؤولين وأهالي — كي نعيد ترتيب علاقتنا بالمدينة حين تُمطر، فالطرق ليست مجرد إسفلت، بل مساحة تتشارك فيه الأرواح رحلتها اليومية، ومن الجميل أن نحافظ على انسيابيتها وصورتها، وأن نتذكّر أن فرحة المطر لا تكتمل إلا بوعي يجنّب أطفالاً يُطلّون من نوافذ السيارات، وسائقين يعبرون دون انتباه، وطرقاً تزدحم بما لا تحتمل.
إنها أمطار الرحمة… ولعلها أيضًا أمطار التذكير: بأن كل فرحة تحتاج إلى تنظيم، ومدينتنا تستحق أن نمنحها شيئاً من الاهتمام حين تبتل طرقها وتفيض سماؤها بالخير.