النهار السعودية
بقلم - إبتسام الحمدان
في ممرات الواقع، تتقاطع الحكايات، وتصطدم الأحلام بما يصنعه بعض الرجال من قرارات متسرّعة، يظنونها بطولات وهمية أو “حقًا شرعيًا” يمارسونه بلا وعي ولا مسؤولية، والحقيقة أنّ الزواج الثاني والثالث والرابع ليس نزهة، ولا مغامرة عابرة، ولا بابًا يُفتح لمجرّد أن النفس اشتهت، إنه مسؤولية ثقيلة لا يحملها إلا من كان قادرًا، قويًّا، مستقيمًا، واسع اليد، متّزن العقل… لا من يعيش على الدين، ويتنقّل بين السلف، ويثقل كاهل من حوله.
هؤلاء الذين يُقدِمون على التعدّد دون مال ولا صحة ولا استقرار، يشبهون من يقفز في البحر وهو لا يعرف السباحة، ثم يرفع يده مستغيثًا بالعالم كلّه.
شرع الله واضح… لكن أغلبهم لا يعرف شرع الله حقًا.
شرعه عدل ورحمة، وليس تهوّرًا وتكسيرًا لبيوت قائمة، وليس إفقارًا لنفس ولا إضرارًا بامرأة ولا تفريطًا في أبناء.
وعلميًا – وهذه الحقيقة الصادمة – فإنّ الرجل الذي يركض خلف التعدّد بلا قدرة، وبلا توازن نفسي وعاطفي، هو أكثر الرجال عرضة للجلطات والأمراض والوفاة المبكرة، لأن الضغط لا يرحم، والمسؤوليات التي لا يطيقها أحدٌ تنهشه قبل أن ينال لذّة ظنّ أنها ستملأ حياته.
ولكِ يا امرأة…
يا من صبرتِ، وتحملتِ، وربما وُضِعتِ في مقارنة لا تشبهك…
اعلمي أن الله يُدير الكون بميزان دقيق، وأن الحياة كثيرًا ما تدافع عنكِ بطرق لا تتوقعينها.
فإن كان الرجل لا يعرف مصلحته، فالحياة تعرفها عنه، وتكشفه لنفسه قبل أن تكشفه للآخرين.
وقد تكون نهايته – إن هو أصرّ على السير بعكس اتجاه الحكمة – خسارة صحته وماله واستقراره، بينما تكونين أنتِ في الطريق الآخر أكثر قوة، وكرامة، ورضًا، وربما يفتح الله لكِ بابًا أجمل مع من يعرف قيمتك حقًا، ويقدّرك بصدق، ويُشعرك أنك الملكة الوحيدة في حياته… لا خيارًا إضافيًا.
إنه مقال للحقيقة…
لأن الرجل الذي لا يعرف مسؤوليته، ولا يقدّر نعمته، ولا يحفظ بيته الأول،
إنما يركض خلف وهم…
والوهم دائمًا يقوده إلى الهاوية.
أما المرأة الحكيمة… فهي تصعد.
دومًا تصعد