بقلم - محمد الحقيب الغامدي

الإدخار هو حسن تدبير المال بتخصيص جزء منه وادخاره للمستقبل بدل إنفاقه كله في الحاضر .
إنهُ سلوكٌ يعكس رشد الإنسان وحكمته لأنّه يُوازن بين حاجات اليوم واحتياجات الغد ويجعل صاحبه أكثر أماناً في مواجهة تقلبات الحياة .
فهو ليس جمعا للمال فحسب بل فن من فنون الحياة يثمر راحةً في الحاضر وأملاً مزدهرا في المستقبل .
ويُحتفل في 31 أكتوبر من كل عام  باليوم العالمي للادخار وهو مناسبة دولية تهدف إلى نشر ثقافة الوعي المالي وتشجيع الأفراد على إدارة مواردهم بذكاء وتخطيط . فالادخار لم يعد مجرد سلوك فردي بل أصبح جزءاً من منظومة التنمية والاستقرار الاقتصادي للأفراد والمجتمعات .
فالادخار عملية تخصيص جزء من الدخل للمستقبل وهو ركيزة أساسية في التخطيط المالي ويُعدّ أحد أهم السلوكيات التي تسهم في تحقيق الأمن الاقتصادي للأسر وتمنح الأفراد شعوراً بالاطمئنان والثقة في مواجهة الظروف الطارئة .
وليس الادخار مرادفا للبخل بل هو فنّ التوازن بين متطلبات الحاضر وطموحات المستقبل .

حيث انطلقت فكرة  اليوم العالمي للادخار  في عام 1924م بإيطاليا ثم تبنتها المؤسسات المالية والبنوك حول العالم لتذكير الناس بأهمية الادخار وتنظيم نفقاتهم .
ويأتي هذا اليوم ليؤكد على ضرورة تعزيز الثقافة المالية خصوصا في ظل التحديات الاقتصادية الراهنة وارتفاع مستويات الاستهلاك غير المنضبط لدى كثير من المجتمعات .
وفي مملكتنا الحبيبة المملكة العربية السعودية يمثل الادخار جزءاً مهماً من رؤية 2030 التي تسعى إلى رفع جودة الحياة وتحفيز المجتمع على الاستدامة المالية .
وقد أُطلقت عدة مبادرات وبرامج توعوية مثل برنامج تطوير القطاع المالي وبرنامج الوعي المالي التي تهدف إلى تعزيز سلوك الادخار وتشجيع الأسر على التخطيط للمستقبل وبناء ثقافة مالية قوية لدى الشباب .
يساعد الادخار الأسر على مواجهة الأزمات المفاجئة كفقدان الوظيفة أو المرض كما يتيح للأفراد فرص الاستثمار والتعليم والسفر دون اللجوء إلى الديون .
إن الأسرة التي تتبنى مبدأ الادخار تنعم بالاستقرار وتربي أبناءها على قيم الاقتصاد والاعتماد على النفس والتفكير الواعي في المستقبل .

وختاما فإن  اليوم العالمي للادخار  ليس مجرد مناسبة سنوية بل دعوة مفتوحة لتغيير نمط حياتنا نحو مزيد من التوازن والوعي المالي .
فبقدر ما نحسن إدارة أموالنا نحسن إدارة حياتنا ومستقبلنا .
نسأل الله أن يبارك لنا فيما رزقنا وأن يديم على وطننا الأمن والرخاء ، وعلى قيادته الحكيمة التوفيق والسداد .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة .