النهار

٠٧ نوفمبر-٢٠٢٥

الكاتب : النهار
التاريخ: ٠٧ نوفمبر-٢٠٢٥       2860

بقلم - عبدالله الكناني

في خطوةٍ تعكس وعيًا مؤسسيًا متقدمًا، وتجسّد الدور الحقيقي لمجلس الشورى بوصفه شريكًا فاعلًا في دعم مسيرة التنمية الوطنية، نفّذ وفد من أعضاء المجلس ولجانه المتخصصة برئاسة الأستاذ فضل البوعينين زيارةً ميدانية إلى المدينة المنوّرة، التقى خلالها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن سلطان أمير المنطقة، و أمينها المهندس فهد البليهشي، وعددًا من قيادات الجهات الحكومية.

لم تكن هذه الزيارة مجرّد لقاءٍ بروتوكولي أو جولةٍ اعتيادية، بل شكّلت نموذجًا فعّالًا للتواصل الميداني المباشر الذي يُعدّ الطريق الأصدق لفهم الواقع العملي، ورصد المنجزات والتحديات من موقع الحدث، بعيدًا عن تقارير الورق وأروقة المكاتب.

وقد اتّسمت الزيارة بثراء مضمونها، حيث اطّلع الوفد على عروضٍ شاملة من هيئة تطوير منطقة المدينة المنوّرة، وجامعتي طيبة والإسلامية، وفروع وزارات النقل والتعليم والصحة، وشركة المياه الوطنية*، وهي جهات تمثّل ركائز أساسية في منظومة الخدمات المقدّمة للمواطنين والمقيمين والزوار.

وفي كلمته خلال اللقاء، أكّد رئيس الوفد الأستاذ *فضل البوعينين أن هذه الزيارة تهدف إلى تعزيز التواصل والتنسيق المباشر، ودعم مسيرة التنمية، والاستفادة من مخرجات اللقاءات الميدانية عند دراسة تقارير الأجهزة الحكومية في جلسات المجلس المقبلة.

هذه الرؤية الواعية تُجسّد الدور التشريعي والرقابي للمجلس في بعده العملي الواقعي، حيث يصبح القرار مبنيًا على مشاهداتٍ ميدانية وتحليلاتٍ موضوعية تضع احتياجات المواطن في صدارة الاهتمام، وتستند إلى فهمٍ مباشر للواقع التنموي في مختلف مناطقه. 

ولعلّ ما يميّز هذه الخطوة أن المجلس لم يكتفِ بأداء دوره المركزي في العاصمة، بل بادر إلى الانفتاح على المناطق، والتعرّف على واقع العمل التنموي ميدانيًا، في توجهٍ محمودٍ ينبغي أن يمتد إلى المحافظات والمراكز، لتصل ثقافة الشورى والوعي بالخدمة العامة إلى كل إداري وموظف ومسؤول.

فما تزال بعض الإدارات المحلية بحاجةٍ إلى ترسيخ هذا المفهوم الجوهري: أن الأجهزة الحكومية أسست لتخدم المواطن أولًا وأخيرًا، وأن أداءها هو انعكاسٌ مباشر لثقة القيادة الرشيدة بها، ومسؤولية أمام الله ثم الوطن.

إن الزيارات الميدانية لأعضاء  مجلس الشورى  – سواء كانت جماعيةً أو فرديةً – تمثّل أحد أهم مسارات ترسيخ الحوكمة المتبادلة بين الأجهزة التشريعية والتنفيذية، وتسهم في تعزيز الشفافية ورفع كفاءة الأداء وجودة الخدمات، بما يتواءم مع مستهدفات رؤية المملكة 2030*.

وها نحن اليوم نقطف ثمار تلك الرؤية المباركة التي أرسى دعائمها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -يحفظه الله-، وواصل تحقيقها بعزيمةٍ واقتدار صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء-أيده الله-، الذي لم يزل يسهر على نموّها وازدهارها بطموح قائدٍ وتطلّع شعبٍ أبيّ.

ختامًا، تُرفع أسمى آيات الشكر والتقدير إلى معالي رئيس  مجلس الشورى  ونائبه الموقرين، وجميع الأعضاء واللجان المتخصصة، على ما يبذلونه من جهدٍ مخلصٍ في تطوير أداء المجلس، وتعزيز حضوره الميداني، وترسيخ دوره الوطني في خدمة المواطن والوطن على حدٍّ سواء.