النهار

٢٩ اكتوبر-٢٠٢٥

الكاتب : النهار
التاريخ: ٢٩ اكتوبر-٢٠٢٥       1925

بقلم - أ.  عجاب الحنتوشي 

في مسيرة الحياة المليئة بالتقلبات والمفاجآت، لا شيء أثمن من وجود رفيق الدرب؛ الشخص الذي يسير معك وسط تحديات الأيام، ويشاركك أفراحك وأحزانك، من لا يتركك وحيدًا عند المنعطفات الصعبة. هذه الكلمة التي تبدو بسيطة على الورق، تحمل في طياتها عمقًا إنسانيًا وروحيًا نادر الوجود.

رفيق الدرب ليس مجرد صديق أو زميل، بل هو من يعرف قيمتك دون الحاجة لتبرير نفسك، من يساندك عندما تخطئ، ومن يفرح لنجاحاتك بصدق لم يشوبه أي غيرة. هو من يمد يد العون دون أن يُطلب، ومن يحمل همومك أحيانًا أكثر منك. وجوده في حياتك يشبه الشعاع الذي ينير الدروب المظلمة، ويذكرك بأن الحياة ليست مجرد مسيرة فردية، بل رحلة مشتركة تتقاسم فيها الثقل والبهجة على حد سواء.

قد يكون  رفيق الدرب  قريبًا منك جغرافيًا أو بعيدًا، لكنه حاضر دائمًا بقلبه وروحه، صادق في حبه ووفائه. في زمن أصبح فيه الوفاء نادرًا، تصبح قيمة  رفيق الدرب  لا تُقدّر بثمن، فهو مرآة نفسك الصافية، وشاهد على صمودك، وملجأ حين تضيق بك الحياة.

إن البحث عن  رفيق الدرب  الحقيقي يحتاج إلى صبر وفهم، فليس كل من يشاركك اللحظات الجميلة، جدير بلقب رفيق الدرب. وهو يتطلب من الإنسان أن يكون بدوره جديرًا بالوفاء، صادقًا في مشاعره، متفهمًا للأوقات الصعبة، ومشاركًا للحظات السعادة دون تردد أو شرط.

ختامًا، كلمة  رفيق الدرب  ليست مجرد عنوان لعلاقة اجتماعية، بل هي فلسفة حياة، دعوة لتمتين الروابط الإنسانية، والاحتفاظ بالصفاء وسط زحام العالم. هو من يُكسب الحياة طعمًا أعمق، ويجعل الرحلة أقصر وأكثر إشراقًا.