النهار

٢٩ اكتوبر-٢٠٢٥

الكاتب : النهار
التاريخ: ٢٩ اكتوبر-٢٠٢٥       1870

بقلم - عبدالمحسن محمد الحارثي

في عالم تتسارع فيه التحوّلات الاقتصادية والتقنية ؛ تواصل المملكة العربية السعودية ترسيخ مكانتها كقوة استثمارية عالمية، من خلال مبادرات استراتيجية تتجاوز الاجتماعات والمنتديات التقليدية. 

ويأتي منتدى الاستثمار -اللقاء الثاني - ليؤكد أن ما تبنيه المملكة اليوم ليس حدثًا عابرًا، بل خارطة طريق واضحة لمستقبل يُبنى على الثقة والإنجاز، مؤكدًا أن القوة الحقيقية ليست فقط في الموارد، بل في القدرة على إدارة الذات وتحويل الرؤية إلى فعل، كما قال أفلاطون : “القوة الحقيقية هي القدرة على التحكم في نفسك أكثر من التحكم في الآخرين".

لقد أثبتت المملكة أن رؤيتها لم تكن فقاعة صابون تُبهر ثم تزول، ولا شعارات عابرة تُلقى لتُنسى، بل مسار عمل متكامل يتحقق على أرض الواقع ، فالإنجازات الاقتصادية خلال الأعوام الماضية -من تنويع مصادر الدخل إلى تمكين القطاع الخاص- إلى القفزات النوعية في قطاعات التقنية والطاقة والصناعة ، تشكّل ملامح عهدٍ جديد من الازدهار والريادة، وهو ما يؤكد أن الثقة بالنفس والثقة في الرؤية هي أول سر للنجاح، كما أشار رالف والدو إمرسون.

اليوم ؛ تحتل المملكة مكانة راسخة بين أقوى عشرين اقتصادًا عالميًا، وتسير بخطى حثيثة نحو أن تكون ضمن العشرة الأوائل ، بل الأوائل منها ، بدافع وطني واعي ،  واستثمار جريء في الإنسان والمعرفة والتقنية. وما يميز هذا المسار أن التنمية لا تُقاس بالمال وحده، بل بقدرة المملكة على مزج الاقتصاد بالإنسان، والاستثمار بالبيئة، والطموح بالمسؤولية، مستندة إلى إرادة قوية تخلق الجسر بين الحلم والواقع، كما يقولون.

وفي هذا السياق، يشكّل منتدى الاستثمار-اللقاء الثاني - منصة استراتيجية لصناع القرار والتنفيذيين ؛ لتخطيط العقود القادمة من النمو والتحوّل الصناعي والتقني. 
فكل ما يُناقش اليوم ؛  يُترجم غدًا إلى واقع ملموس، بما يجعل من المملكة مركزًا جاذبًا للفرص العالمية، وبيئة خصبة للإبداع، ورؤية تُزهر من رحم الثقة، وهو مثال حي على أن الأمان الحقيقي ليس غياب المخاطر، بل شعور الإنسان بقدرته على مواجهتها.

إن المملكة تثبت بذلك أن التنمية ليست هدفًا مؤقتًا، بل رحلة مستمرة من البناء والابتكار، تصنع المستقبل وتلهم المنطقة والعالم بأسره، مسلّحة بالثقة والإرادة والقوة التي تجعلها نموذجًا يحتذى به عالميًا.