بقلم - الدكتور محمد الحقيب الغامدي
في رحاب طيبة الطيبة وبجوار الحبيب المصطفى ﷺ نظّمت رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي يومي الأربعاء والخميس ٢٣ - ٢٤ من ربيع الآخر من عام ١٤٤٧ الموافق : ١٥ - ١٦ اكتوبر ٢٠٢٥م ... الملتقى الثاني لتكريم رموز العلم والدعوة من أئمة الحرمين الشريفين تحت عنوان : ( مآثر سماحة الشيخ عبد العزيز بن صالح رحمه الله تعالى ودوره في المسجد النبوي ) .
هذا الملتقى المبارك يجيء استمراراً لنهج أصيل اتخذته حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين في تكريم العلماء وإحياء سيرهم وبثِّ أثرهم المضيء في الأجيال القادمة .
فبعد أن كان الملتقى الأول في مكة المكرمة للحديث عن مآثر الشيخ عبد الله بن حميد – رحمه الله – جاء هذا اللقاء الثاني في مدينة رسول الله ﷺ ليُحيي سيرة علَمٍ آخر من أعلام الأمة الشيخ عبد العزيز بن صالح – رحمه الله – إمام المسجد النبوي الشريف ذلك الرجل الذي عُرف بحلمه وسمته ووقاره فكان لطلابه قدوة وللمسجد النبوي ركيزة وللعلم منارة ولأهل المدينة أباً حانيا .
امتاز الشيخ رحمه الله بحُسن الخلق وسعة الصدر والتواضع الجمّ وكان مجلسه مجلس علم ورحمة تفيض منه المهابة والسكينة .
عُرف بدقته في الإمامة والقضاء ، وحرصه على تعليم الناس أمر دينهم بلطف وحكمة فجمع بين الرسوخ العلمي والخلق العالي .
لم يكن مجرد إمام في محراب بل كان أباً ومرشداً ومُوجهاً لآلاف القلوب التي نهلت من معين علمه وأخلاقه .
إن تكريم العلماء نهجٌ راسخ في هذه البلاد المباركة التي شُرّفت بخدمة الحرمين الشريفين .
فالعلماء فيها ليسوا مجرد أسماء في ذاكرة الماضي بل هم منارات تُضاء بها دروب المستقبل .
وإن هذه البادرة الكريمة تجسّد رؤية المملكة في الوفاء لأهل الفضل وإبراز جهودهم في خدمة الدين والوطن .
وإن ثمة كلمة شكر وتقدير ... فأتوجه بخالص الشكر والتقدير لمعالي رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس حفظه الله على هذه المبادرة المباركة التي تعبّر عن عمق الوفاء لأهل العلم وتُرسّخ قيمة العطاء الصادق .
كما أُثني على حسن التنظيم وحضور أصحاب المعالي والوزراء السابقين والعلماء وطلاب العلم مما أضفى على الملتقى بهاءً وهيبة .
ختاماً ...
الوفاء للعلماء ليس احتفالا عابرا بل هو رسالة وفاءٍ تمتد من الماضي لتضيء المستقبل . فرحم الله الشيخ عبد العزيز بن صالح وجزاه عن الأمة خير الجزاء وبارك في هذه البلاد المباركة التي ما فتئت تكرم العلماء وتحفظ أثرهم وتنشر علمهم .
وشكرا من أعماق الفؤاد رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة .