عبدالله الكناني

٠٦:٤٢ م-١١ اكتوبر-٢٠٢٥

الكاتب : عبدالله الكناني
التاريخ: ٠٦:٤٢ م-١١ اكتوبر-٢٠٢٥       2970

بقلم - عبدالله الكناني
عندما نتحدث عن الشعر الوطني المعاصر في المملكة العربية السعودية، يبرز اسم "عبد الواحد الزهراني" كشاعر استثنائي يجمع بين أصالة المفردة اللغوية وفن التعبير عن الانتماء الوطني بعمقٍ وعاطفةٍ صادقة.
هو شاعرٌ ابنُ شاعر (سعود سحبان - رحمه الله)، استطاع خلال مسيرته الشعرية أن يمزج بين الإبداع اللفظي والتفوق الفني، ليجعل من كلماته ألحانًا تتردد على الألسنة وتنتشر في كل زاوية من زوايا الوطن.

حظيت أعماله باهتمام واسع، ليس فقط لما تحمله من بلاغة وجمالٍ لغوي، بل لما تعكسه من روح الولاء والانتماء وصدق المشاعر تجاه الوطن وقيادته.

شخصيةُ "عبدالواحد"، وهو يحمل درجة الأستاذية (بروفيسور) ويتقلد عمادة كلية في جامعة الباحة، اتسمت بالتواضع والخلق الرفيع.

فهو شاعرٌ محبٌّ للناس، يلتقيهم بشغف، ويستمد من تواصله معهم إلهامًا لصياغة أبياته التي تجمع بين الحب الوطني والفخر بالإنجازات السعودية.

ومن أبرز أبياته التي تداولها الجميع مؤخرًا في اليوم الوطني السعودي الـ95، والتي ما زال صداها يتردد على منصات التواصل الاجتماعي، قوله:

*شال التجاعيد من وجه البلاد الجميل*

               *ولبّس بلدنا من العز أجمل ثيابها*

في هذين الشطرين تتجلى رمزية شعرية عميقة؛ فالبلاد، كحال الإنسان، قد تحمل آثار الزمن، لكن بفضل العزيمة *والرؤية القيادية*، تنبض بالحياة من جديد، وكأن الوطن قد استعاد شبابه وجماله.
استخدام الشاعر لعبارتي *شال التجاعيد و*لبّس بلدنا* يوحي بابتكار لغوي وتصوير فني يجعل الصورة الشعرية نابضة بالحركة والحياة.

ثم تأتي الأبيات التالية:
*يا دارنا يا دار سلمان ومحمد*
                *لايق عليك اسم السعودية العظمى*
هنا يبرز الشاعر ولاءه العميق للقيادة السعودية، ويجسد فخر الانتماء للوطن.
واستخدامه للتكرار والتراكيب الموسيقية يجعل البيت سهل الحفظ، عالقًا في الذاكرة الشعبية، ويضفي على القصيدة نغمة حماسية وطنية أصيلة.
ويختم الشاعر أبياته بقوةٍ تؤكد على الهوية الوطنية والدين:

*والا الشعار اللي نباهي به العالم*
              *الدين مسلم والهويّه سعودية*

في هذا البيت، يُبرز الشاعر القيم الأساسية التي يقوم عليها المجتمع السعودي، موحِّدًا بين الهوية الوطنية والدين الإسلامي، ليجعل من الشعر أداةً للتثقيف الوطني إلى جانب كونه وسيلةً للتعبير الفني.

إن "عبد الواحد الزهراني" ليس مجرد شاعر يكتب أبياتًا جميلة، بل هو صوت الوطن وقلبه النابض بالفخر والشغف.
كلماته تحمل التاريخ، وتجسد الإنجازات، وتزرع الحب والانتماء في نفوس من يسمعها.
"عبدالواحد" اسم ماركة وطنية، استطاع بموهبته وخلقه الرفيع وإبداعه المتجدد أن ينال التكريم المستحق من أبناء السعودية العظمى، لأنه ممن جعلوا الشعر جسرًا يربط الماضي بالحاضر، ويصوغ الهوية الوطنية في أبهى صورها، ليبقى "شاعر السعودية العظمى" حاملًا لرسالة الإبداع والفخر الوطني.