بقلم - الدكتور المهندس سلمان الهشبول
الرياض في خطوة استراتيجية تعكس طموح المملكة نحو بناء مدن عالمية، أطلقت أمانة منطقة الرياض برنامج التحوّل البلدي، كأحد أهم مبادراتها لتحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030.
ويُعد هذا البرنامج نقلة نوعية في مفهوم الخدمات البلدية، حيث يهدف إلى تحويلها من مجرد إجراءات تقليدية إلى تجربة متكاملة يعيشها المواطن والمقيم والزائر، تُعزز جودة الحياة وتُرسّخ مكانة الرياض كعاصمة عصرية عالمية.
محاور التحول البلدي
يرتكز البرنامج على مجموعة محاور رئيسية:
1. الخدمات الذكية:
• أتمتة الإجراءات البلدية وربطها بأنظمة موحدة.
• إتاحة المنصات الرقمية لتقديم الخدمات على مدار الساعة.
• استخدام الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات للتنبؤ بالاحتياجات المستقبلية.
2. المشهد الحضري:
• تطوير الطرق والممرات والمناطق العامة.
• تحسين الإضاءة، التشجير، والمسطحات الخضراء بما يتكامل مع مبادرات #الرياض_الخضراء.
• معالجة التشوه البصري، ورفع مستوى النظافة والصيانة.
3. المشاركة المجتمعية:
• إشراك سكان العاصمة في اقتراح المبادرات ومتابعة تنفيذها.
• تعزيز مفهوم الشراكة بين الأمانة والقطاع الخاص والقطاع غير الربحي.
4. الكفاءة والاستدامة:
• ترشيد الإنفاق وتحسين استخدام الموارد.
• إدارة متكاملة للنفايات وتحويلها لموارد اقتصادية.
• تعزيز البنية التحتية المستدامة بما يخدم الأجيال القادمة.
أثر البرنامج على العاصمة
مع توقع وصول سكان الرياض إلى أكثر من 15 مليون نسمة بحلول 2030، فإن البرنامج يمثل ضرورة استراتيجية لضمان أن تكون العاصمة قادرة على استيعاب النمو السريع والتغيرات الاقتصادية والاجتماعية.
• من الناحية الاقتصادية: يرفع جاذبية الرياض للاستثمارات المحلية والدولية.
• من الناحية الاجتماعية: يحسن تجربة الحياة اليومية ويجعل المدينة أكثر حيوية ومرونة.
• من الناحية البيئية: يقلل من الانبعاثات، يحد من التلوث، ويزيد المساحات الخضراء.
بعد وطني واستراتيجي
برنامج التحول البلدي للرياض ينسجم مع مشاريع كبرى مثل حديقة الملك سلمان، الرياض الخضراء، والقدية، حيث يشكل جميعها منظومة واحدة تهدف لجعل العاصمة مركزًا عالميًا للابتكار والفعاليات والعيش المستدام.
كما يدعم البرنامج مستهدفات المملكة في أن تكون الرياض ضمن أكبر 10 اقتصادات مدن العالم بحلول 2030.
“تحول الرياض البلدي” ليس مجرد تطوير خدمات، بل هو رحلة تحول حضري شامل يضع الإنسان في قلب التنمية، ويؤكد أن العاصمة تمضي بخطوات واثقة نحو مستقبل عالمي يتماشى مع طموحات قيادتها وأهلها، لتكون الرياض مدينة الحياة، والمدينة التي لا تنام، والمدينة التي تليق بالسعودية العظمى.