النهار

١٠:٣٤ م-١٠ سبتمبر-٢٠٢٥

الكاتب : النهار
التاريخ: ١٠:٣٤ م-١٠ سبتمبر-٢٠٢٥       3960

بقلم: عبدالله الكناني 
ألقى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود –حفظه الله– الخطاب الملكي السنوي أمام مجلس الشورى بمناسبة افتتاح أعمال السنة الثانية من الدورة التاسعة. وقد جاء الخطاب شاملاً وواضحاً في مضمونه، ليجسد ثوابت الدولة الراسخة، ويرسم في الوقت ذاته ملامح المستقبل المشرق.

أكد سموه أن المملكة قامت منذ ثلاثة قرون على مبادئ الشريعة الإسلامية، وإقامة العدل والشورى، وأن شرف خدمة الحرمين الشريفين سيبقى في صدارة أولويات القيادة، تسخر له الإمكانات كافة. وفي الجانب الاقتصادي أبرز الخطاب التحولات الكبيرة التي تشهدها المملكة في تنويع مصادر الدخل، إذ بلغت مساهمة الأنشطة غير النفطية أكثر من نصف الناتج المحلي لأول مرة في تاريخها، متجاوزة أربعة ونصف تريليون ريال، مع استقطاب المملكة لمئات الشركات العالمية التي جعلت منها مركزاً إقليمياً، وهو ما يعكس نجاح برامج رؤية 2030 وصلابة الاقتصاد الوطني.

وتوقف الخطاب عند التوجهات المستقبلية في مجالات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة، مؤكداً أن المملكة ماضية لتكون مركزاً عالمياً في هذه المجالات، إلى جانب التقدم الكبير في توطين الصناعات العسكرية التي قفزت إلى 19% بعد أن لم تتجاوز 2% في السابق، مما يعزز القدرات الدفاعية ويحقق الاستقلالية الاستراتيجية. وفي الجانب الاجتماعي، شدد سموه على أن الدولة عملت على بناء مالية عامة قوية تحقق استدامة التنمية، أسهمت في خفض البطالة، وزيادة مشاركة المرأة في سوق العمل، وتحسين مستوى المعيشة وجودة الحياة. كما أشار إلى السياسات الجديدة لإعادة التوازن لقطاع العقار بما يخفف كلفة السكن ويتيح خيارات أوسع للمواطنين.

أما على الصعيد السياسي، فقد حمل الخطاب موقف المملكة الثابت من قضايا الأمة، مؤكداً رفض الاعتداءات الإسرائيلية الغاشمة، سواء على الشعب الفلسطيني في غزة أو على دولة قطر الشقيقة، مجدداً الالتزام بمبادرة السلام العربية وحل الدولتين باعتباره الطريق الأمثل لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. كما تناول دعم المملكة لجهود الاستقرار في سوريا ولبنان واليمن والسودان، تجسيداً لدورها المحوري في المنطقة.

وفي ختام الخطاب، أكد سمو ولي العهد أن المواطن سيبقى محور التنمية وهدفها الأسمى، وأن المملكة ماضية في مسيرتها بثقة وثبات، محافظة على ثوابتها، ومنطلقة برؤيتها نحو آفاق أرحب من التطور والازدهار. لقد كان الخطاب الملكي تجسيداً لرؤية متوازنة، تستلهم الماضي وتستشرف المستقبل، وتؤكد أن المملكة ماضية بعزم قيادتها وإرادة شعبها نحو مكانة تليق بها بين الأمم.