النهار
بقلم/سعيد بن عبدالله الزهراني
ديات القتل المليونية أصبحت مزعجة للمجتمع القبلي بشكل مخيف ,بعد ان أصبحت تستنزف أموال المجتمع بسيف الحياء ,عندما يتوافد الركبان على بيوت هذا المجتمع او ذاك من اجل جمع الديات ,فيدخل السماسرة على الناس من باب القبيلة والنخوة للحصول على الأموال التي تذهب الى ديات القتل وجزء منها ليس باليسير يذهب "سماسرة الدماء" الذين يحرصون على النسبة الخاصة بهم أكثرمن حرصهم على دفع "الديات" .
لقد أصبحت "القطات" التي يجمعها بعض مشائخ القبائل من اجل الديات امر مزعج لافراد قبائلهم كونها تستنزف من دخلهم على حساب حياتهم الشخصية ,ومصاريف الحياة,وأفراد المجتمع يضطرون إلى الدفع ,خوفا من العبارات الشهيرة التي تلاحقهم ( فلان يخسى ما وقف مع جماعته).
لم تكن ديات القتل هي المزعجة ..بل دخل عليها حفلات "التكريم" بمناسبة وبدون مناسبة ,والتي يتبناها بعض افراد القبيلة لتحقيق مصالح شخصية لهم ,فكل يوم نسمع بتكريم فلان كونه وضع في منصب وآخر لترقيته وغيرهم لتمثيلهم القبيلة شعرا ونثرا ,وهكذا تتعدد الحفلات على حساب الجماعة وبنفس طريقة جمع الديات ,وقد يكون سماسرة الدماء والحفلات هم من يقود مثل هذه الأمور الغريبة التي تثقل كاهل الجميع.
إن افراد المجتمع عليهم دور كبير في رفض مثل هذه التصرفات التي يقوم بها البعض من خلال استخدامهم العاطفة الدينية في جميع الديات تحت مسمى "عتق رقبة" وهو مسمى غير صحيح ,فعتق الرقاب انتهى منذ زمن طويل ,فيما يستخدمون العاطفة القبلية لجمع مبالغ حفلات التكريم ,والدور الذي يقوم به الأفراد عدم المشاركة في الديات المبالغ فيها او حفلات التكريم,فالمجتمع الواعي يدرك إن جمع المبالغ الضخمة للديات وحفلات التكريم استنزاف غير مبرر للأموال وحرمان المجتمع من القيام بدوره في خدمة الأسرة والتقليل من أعمال الخير الأخرى باعتبار الأموال تذهب الى طريقين فقط دون غيرها من الطرق.
ختاما. تأكدوا لو ان المبالغ التي تدفع للديات والحفلات كانت سرية لما تبرع احد ,فنحن نشاهدهم يتسابقون على نشر حوالاتهم وشيكاتهم البنكية عبر وسائل"التواصل الاجتماعي" ,حتى يحظى هذا او ذاك بالإشادة والثناء امام المجتمع.والعجيب ان افراد المجتمع أصحاب القطات لا احد يعرفهم بدورهم الدفع بصمت والمستفيد معروف!