الكاتب : النهار
التاريخ: ١٠:٥٩ ص-٠٣ سبتمبر-٢٠٢٥       7810

بقلم: عيسى المزمومي

المملكة العربية السعودية أرض الرسالات ومهد الحضارات، ليست مجرد رقعة تمتد على الخريطة، ولا حدودًا سياسية تُرسم على الورق، بل هي وطن يسكن أرواحنا قبل أن نسكنه. إنّها الحلم الذي لا ينطفئ، والذاكرة التي لا تشيخ، والملاذ الذي نلوذ به حين تشتد العواصف وتضيق بنا الطرق! 
السعودية هي الطفولة التي خبّأتها الأزقة والبيوت، وصوت المدرسة التي علمتنا أول الحروف، وهي ملامح وجوهٍ نمت في كنفها قيم الأصالة والكرامة. هي جبال تعانق السماء بشموخ، وبحار تبوح بأسرارها على شواطئ العز، وصحارى كتب الأجداد في صمتها ملاحم التاريخ وصوت البقاء. جغرافيتها ليست تضاريس وحسب، بل هوية راسخة مطبوعة في القلوب، وشيفرة خفية تربط أبناءها بها رباطًا لا ينفصم.
لكن وطننا ليس أرضًا فحسب، بل ذكريات حيّة لا تفارقنا؛ في دعاء أمّ تُودّع أبناءها الحجاج إلى مكة، وفي يد أبٍ شدّ خطواتنا نحو المستقبل، وفي ضحكات إخوة ما زالت تتردد في قلوبنا. هو الفرح في أعيادنا، والدفء في مناسباتنا، والحلم الذي جمعنا على مائدة واحدة.
السعودية ليست حدودًا مادية فقط، بل هي سكينة تسكن الصدور وطمأنينة لا تُشترى. هي رعشة القلب حين نسمع السلام الملكي، وفخر يفيض حين يُذكر اسمها عاليًا في المحافل. هي ما يجعلنا نرفع هاماتنا اعتزازًا بها، وما يدفعنا إلى أن نفديها بأرواحنا إن مُسّت بسوء.
ومع تغيّر الأقدار وتقلب الأزمنة، تبقى  المملكة العربية السعودية  وطنًا ثابتًا كجذور النخل في صحرائها، وطنًا يتجدد مع كل جيل، ويزهو برؤيةٍ تصوغ الحاضر وتصنع المستقبل. فهي وطنٌ لا يختزل في جواز سفر يُحمل، بل في انتماء راسخ وشعورٍ بالأمان والاعتزاز لا يخبو.
السعودية هي القلب والنبض والشريان. هي البيت الكبير الذي يوحّد أبناءه رغم اختلاف مشاربهم، ويحتويهم تحت راية واحدة، ويداوي جراحهم بصمت. هي العشق الذي لا يشبهه عشق، والوفاء الذي لا يُضاهيه وفاء. حبها ليس شعارًا نردّده، بل التزام نعيشه، وعمل يُترجم إلى عطاء، وجهد يُبذل في صمت لتبقى حيّة فينا وبنا! 
لقد نشأنا في أحضانها أطفالًا نحلم، وشبابًا نعمل ونجتهد، ومواطنين نحمل على عاتقنا رسالة البناء. هي الأمجاد التي ورثناها من المؤسس الملك عبدالعزيز ورجاله، وهي المجد الذي نصنعه اليوم في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله – وهي الهوية التي لا تزول ولا تتبدل.
فما أعظم أن نحيا في ظلال هذا الوطن، وما أسمى أن نفنى في سبيل رفعته.المملكة العربية السعودية… البداية والنهاية، المجد والحب، الأمجاد التي لا تنطفئ، والهوية التي لا ترحل. حفظ الله الوطن، وحفظ قائده الهمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان.