الكاتب : علي الزهراني (السعلي)
التاريخ: ٠٧ أغسطس-٢٠٢٣       28710

لماذا نكرِّم المبدع بعد أن يفارق الحياة ؟! الشبح نموذجا 


مشكلتنا في الساحة الثقافية والأدبية والفكرية خصوصا الشعرية هناك كلمات تطوف في أفقها وتسعى في مدارها معضلة ( التكريم متى, وأين, وكيف )هو سيلٌ من الأسئلة بلا إجابات ؟!
وربما مما يحزّ في النفس وتسجلها القلوب وتصورها الأعين تعاظم هذا الأسئلة بعد مفارقة الشاعر الحياة وتنكشف الأقنعة وتظهر وجهها …. في ثياب الطيبة بدهاء مع سبق الإصرار والترصد نعم يا سادة إنها الجريمة الكاملة في حق الشعراء الذين كانوا إلى عهد قريب بين ظهرانينا يقطر من فيهم حروف المعاني وبحوراُ من إبداعهم حرموهم جلّ حقوقهم وسلبت أمام أعينيهم والطامة شعرهم وعندما يكون في الدار الآخرة يتسابق الجميع إلى التباكي عليه والسباق إلى تكريمه ولات حين مناص !

ولعل الشاعر الجنوبي ” هذال الشبح ” العدواني يرحمه الله رحمة واسعة أنموذجا لما كتبته في مقدمة مقالي الرجل عاش أكثر من ستين عاما ينافح عن العرضة وعرف بدماثة خلقه وجود كفّه وصوته الأجش الآخاذ مما يميزه ويلهب حماس مستمعيه تطرق إلى جميع أغراض شعر العرضة اجتماعيا ….. ولا يتصور لأي محفل يكتب له النجاح دون وسم اسمه ولكن قدرة الله اختارته يرحمه الله
 ومما يخجل في هذا الصدد أن زملاءه الشعراء وقفوا مندهشين يطلبون من ضرورة تكريمه وفي رأي هم أولى من ذلك من عدة أمور أهمها سخاء أيديهم من حساب فقط عدة حفلات يقيمونها – اللهم لا حسد – فكيف بمحصلة سنة كاملة !لرجل العذب هذال الشبح يرحمه الله ترك ديونا متراكمة عليه ولكي يرتاح في قبره يحتاج دعم الجميع جهات وهيآت وأفراد خصوصا زملاؤه الشعراء
 ولنضرب مثلا لذلك ” تواصل زهران , جمعية الثقافة والفنون بالباحة ” ………
وأظنهما لا يفوتهما تكريمه بما يليق بسمعة رجل أفنى حياته في قرض الشعر وحفظ تراث الجنوب … متمنيا أن يجد مقالي هذا صدى لما عنيتهم وخصصت حرفي لذلك وأرجو من زملائه الشعراء ألا ينضموا إلى مشروع ” الجريمة الكاملة ” وهم على يقين مني أبعد من ذلك بكثير أكتب لهم وكل ثقة بحسن ظن فيهم يرحم الله الشاعر الفذ ” الشبح ” رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وجميع موتى المسلمين
علي الزهراني ( السعلي ) 
كاتب وروائي سعودي