بقلم   : سعيد بن عبدالله الزهراني

أطلقت وزارة التعليم برنامج "حضوري" في جميع المدارس الحكومية بالمملكة، ضمن خطتها في المرحلة الثالثة، بعد أن بدأت قبل سنوات في التطبيق على الوزارة، ثم الإدارات العامة للتعليم في المناطق. البرنامج يهدف إلى حوكمة الحضور والإنصراف والتواجد طيلة ساعات الدوام للكادر التعليمي والإداري، لرفع كفاءة التشغيل والاستفادة من ساعات الدوام الرسمي، فيما يعود بالنفع على الطلاب، وتحسين الإنضباط المدرسي وتعزيز الشفافية، وتوفير قاعدة بيانات تدعم أصحاب الصلاحيات في حال رصد أي ملاحظات.

كما أن البرنامج يتكامل مع الأنظمة الإدارية والمالية التي تخص الكادر التعليمي والإداري، ويسهم في الإستغناء عن الطريقة التقليدية لإثبات الحضور والانصراف من خلال الورقة والقلم، والتي لاتتناسب في الوقت الحالي مع التقنيات الحديثة والحكومة الرقمية، إضافة الى السلبيات المتنوعة التي كانت تصاحب الطريقة التقليدية.

البدء في تطبيق البرنامج في المدارس يؤكد حرص الوزارة على رفع مستويات الأداء في المدارس باعتبارها مصنع التفوق للطلاب والطالبات، ولذلك ركزت على استخدام أفضل التقنيات التي تعمل من خلال إنترنت الأشياء في هذا البرنامج الحيوي، والذي أتيحت من خلاله (3) طرق لإثبات التواجد عبر بصمات (الوجه-الصوت-الإصبع)، بحيث يختار الموظف الطريقة التي تناسبه. برنامج "حضوري" شهد ترحيبا من الكثير من المعلمين والإداريين، باعتباره يحقق العدالة بين الجميع، ويقضى على بعض السلوكيات في المدارس من خلال مغادرة بعض المعلمين مقار أعمالهم بمجرد انتهاء الحصص، وبالتالي تقع الأعباء على بقية المعلمين والإداريين المتواجدين في المدرسة، فيما يرى آخرون أن البرنامج لا يتناسب وطبيعة المعلمين على وجه الخصوص باعتبارهم مكلفين بحصص، وليس لبقائهم في المدرسة أي داع بعد الانتهاء من أداء الواجبات.

البرنامج سيكون له تأثيرات إيجابية كبيرة على تعزيز الانضباط في المدارس وتحقيق العدالة بين العاملين في تقييم الأداء الوظيفي والترقيات باعتباره يقوم برصد دقيق عن أداء الكادر التعليمي والإداري والحرص على التواجد أثناء ساعات الدوام الرسمي المقررة ب(7)ساعات، كما سيقضى على سلبيات أخرى مثل التباين في انصراف الطلاب والطالبات، أو لجوء بعض المدارس إلى اختصار زمن الحصص والاستغناء عن حصص "النشاط" من أجل الانصراف المبكر.

فاصلة؛ تعزيز انضباط الكوادر التعليمية والإدارية.. سينعكس على الطلاب.