الكاتب : اللواء ركن م -حسين محمد معلوي
التاريخ: ٠٣ أغسطس-٢٠٢٣       23375

رساله للذين لا يعلمون

يقول اعداء السعودية في الغرب لقد انشئت السعوديه في غفلة من المجتمع الدولي و يقصدون الدول الاستعماريه الغربيه التي كانت مشغولة بالحرب العالمية الثانيه و ما قبلها من صراعات حيث كانت نظرتها  الى وسط الجزيرة العربيه بأنها ارض صحراوية قاحله يعيش فيها مجاميع من البَدُو الرُحَّلْ يتنقلون في براري الصحاري للبحث عن المرعىٰ لأجل مواشيهم و يَعُمُهُم الجهل المطلق والفقر والمرض والخوف ويهاجمون بعضهم بعضاً للسلب والنهب، و تلك المجموعات القبليه لا تستطيع مغادرة الصحاري الى مناطق مجاوره لأنها ستطرد من قبائل اخرى في الأطراف تقاتل من اجل البقاء . عندما افاقت هذه الدول الاستعمارية الكبرى و استعادت وعيها بعد الحرب العالمية الثانيه و ما قبلها من صراعات و حروب ادْرَكَتْ بأن صقر الجزيره الملك عبدالعزيز بإرادة الله و توفيقه قد وحَّدَ كثبان و رمال و أودية وشعاب تلك الصحاري  واطرافها على الساحلين الغربي و الشرقي و الشمال و الجنوب و حول تلك القبائل المتناحرة الى شعب واحد في دولة واحده و تحت قيادة واحده و راية واحده هي راية التوحيد " لا اله الا الله محمد رسول الله " و صار مسماها " المملكة العربية السعوديه " في وقت كانت أجزاء الوطن العربي بعد سقوط الدولة العثمانيه مابين مستعمرات محتله او تحت الإنتداب أو الوصايه للدول الغربيه الكبرى .. و هنا ادركت تلك القوى الكبرى و الاقليمية في ذلك الوقت انها لا تستطيع الغاء مملكة ابن سعود الناشئه بسبب قيامها بالفعل واعتراف الدول بها والتفاف الشعب السعودي والأمة العربية والاسلامية حولها  لمكانتها الدينيه و لم تكن الدول الكبرى تعلم في ذلك الوقت بأن هذه الدولة السعوديه الناشئه تنام على كنوز الأرض من البترول ومختلف المعادن، و عندما أفاء الله على الدولة السعوديه الفقيره بنعمة استخراج البترول و غيره من المعادن تحسنت اوضاعها و أوضاع شعبها حتى وصلت الى ما وصلت اليه اليوم مع معدل نمو وصل الى (  ٨.٧ ٪؜ ) سنوياً في عام (  ٢٠٢٢م ). ولأنها دولة كبيره وخيراتها كثيره وتقود العالم الإسلامي فقد سجل التاريخ منذُ عقود مضت كثيراً من المؤآمرات ضد السعوديه تقودها دول عربية واخرى اعجميه، يقولون بأن بترول السعودية للعرب والمسلمين ويجب ان يأخذوا نصيبهم منه متناسين ان السعوديين كانوا فقراء ولم يأخذوا نصيبهم من خيرات تلك الدول في الماضي والحاضر ، بل إن عدد من زعماء العرب شن حملات اعلاميه وسياسيه واقتصاديه ضد السعوديه لإسقاط كيانها السياسي وتشريد شعبها وهذا  المحور الإقليمي فشل في محاولاته التي ابتدأت منذُ خمسينيات القرن الماضي . ثم  إن التاريخ سجل كذلك بأنه منذُ بداية القرن الحالي رأينا المحور الدولي الذي تقوده امريكا وبريطانيا و غيرها يحاول اخضاع الكيان السعودي وابتزازه بعدة طرق و وسائل و منها عندما وجه بعض اعضاء من الكونقرس والدوائر واللوبيات الفاعله في امريكا الإتهام إلىٰ السعوديه بمسئولية هجمات ( ١١ سبتمبر - ٢٠٠١م ) وحاولت الصاق المسئولية بالسعوديه بحجة ان هناك عدد ( ١٥ ) سعودياً ارهابياً من جماعة القاعده الذين صنعتهم امريكا في الأساس شاركوا في العمليه وتناسوا ان السعوديه هي من يحارب الإرهاب الذي زرعه الغرب وقد فشل هذا الإتهام ، ثم جاؤا بخطط مشروع الشرق الأوسط الجديد ( الفوضى الخلاقه ) الذي عاصرت تنفيذ مراحله وزيرات الخارجيه الأمريكيه السابقات " مادلين اولبرايت و كونداليزا رايس و هيلاري كلينتون " فظهرت خرائط من البنتاقون ( وزارة الدفاع الأمريكيه ) وقد قسمت السعوديه وغيرها من الدول العربيه الى عدة دويلات و نجح هذا المخطط في العراق و سوريا و لبنان و ليبيا و السودان و اليمن بسبب عنجهية و غباء القيادات الحاكمة فيها، و كجزء من المخطط قامت تلك  الدول الكبرى و الإقليميه ( ايران ، اسرائيل ، تركيا )  بزراعة الإرهاب و دعمه ( القاعده ، داعش ، الجيش الشعبي العراقي ، حزب الله اللبناني ، انصار الله الحوثيين ، الإخوان المسلمين ، جيش حفتر ، جيش  أوقلوا و مليشيات الأحزاب في لبنان و المعارضين للأنظمه) و كل ذلك للنيل من الدول العربيه و على راسها السعودية لأنها  تمثل رأس الحربة للدفاع عن حقوق العرب و المسلمين ، و لكن السعوديه احبطت و ما زالت تتصدى لأهداف هذا المخطط ( الشرق الأوسط الجديد )  الذي يعني تقسيم المقسم وتجزأة المجزأ . ثم قام اعداء السعوديه بطرق الباب السعودي مباشرة عن طريق ايران بإشعال حرب اليمن لكي تغرق السعوديه في مستنقع هذه الحرب و بالتالي يُهدد كيانها ، و قد افشلت السعوديه امالهم الشيطانية في هذه الخطه التي يراد منها تسليم اليمن لإيران كما سلمت امريكا لها العراق وسوريا ولبنان على اطباق من ذهب . ايران التي تعمل على نجاح مشروعها التوسعي في البلاد العربيه عن طريق اذرعها و ميليشياتها و احزابها العميلة بدعم و مساندة أمريكيه و أوروبيه واضحة. لقد صاحب كل ذلك هجمات ارهابيه على مواقع سعوديه مثل المطارات ومنشئآت ارامكو والموانئ والمدن على مسمع و مرأى من امريكا و أوروبا الذين يدعون بأنهم حلفاء للسعودية و الخليج و لم يحركوا ساكناً في تماهي وتغاضي و توافق واضح
مع حليفتهم الجديدة القديمه ايران . كتبت هذا المقال للذين لا يعلمون حجم المخاطر التي تهدد بلادنا السعوديه وتهدد بلاد العرب اجمعين .

     اللواء الركن متقاعد
    حسين محمد معلوي
          بريطانيا