إيمان حماد الحماد

٠٧:٥٧ م-١٣ أغسطس-٢٠٢٥

الكاتب : إيمان حماد الحماد
التاريخ: ٠٧:٥٧ م-١٣ أغسطس-٢٠٢٥       6105
بقلم - الدكتورة : إيمان حماد الحماد
في القلبِ معملٌ خفي، تشتعل فيه التفاعلات بلا لهب.

كل نبضةٍ جزيء، وكل دمعةٍ قطرةٌ من محلول الحنين.
في معمل القلب، تُجرى التجارب بلا أدوات، وتُقاس النتائج بلا مقاييس.
هناك، تصطف الذرّات في نظام دقيق… وهنا، تصطف النبضات في إيقاع عميق.

المحبة عنصر نادر، لا يُستخرج من مناجم الأرض، بل من مناجم الأرواح.
والوفاء رابطةٌ نقية، تحفظ استقرار القلب كما تحفظ الروابط استقرار الجزيئات.

العيونُ مجاهر، تكشف أسرار الكيمياء الخفية في النظرات.
والنظرةُ شرارةٌ تُطلق تفاعل الشوق، والكلمةُ محفِّزٌ يسرّع ذوبان الحواجز.

في الكيمياء، الحرارة دليل التفاعل… وفي المشاعر، الدفء دليل الحياة.

هناك عناصر نبيلة لا تصدأ، ولا تحتاج إلى تنظيف .
وهنا مشاعر نبيلة لا تخون ، ولا تتلوث بالغش ولا تقبل التزييف ..
هناك معادلات موزونة ولها رموز وضوابط … وتتأثر بالحذف والإضافة ..
وهنا قلوب موزونة بالحب والصدق ، وبها القلب بالقرب نابض ، وتتأثر بالطهر والنظافة ..

في الكيمياء، المحاليل إمّا نقية أو عكِرة... وفي المشاعر، الأرواح إمّا صافية أو كدِرة.
هناك طاقة تندمج فتبعث نورًا... وهنا أرواح تلتقي فتبعث حياة.

لكن… إذا فسد التفاعل، تغيّر اللون وتبدّد النور، واختلطت الأجناس ، فالمركب لها حساس .. وإذا خان الشعور، تغيّر القلب وتكسّر النبض ، وتبعثر الإحساس ، فللقلب لا مساس ...

كيمياء  المشاعر  لا تُدرَّس في الكتب،
ولا تُقاس بالمولات أو المعامل، فهي ليست علمًا جامدًا، ولا معادلة صامتة،

بل تُحفظ في الذاكرة... وتُوزَن بالوفاء.
 وكأنها قصيدة مكتوبة بالحواس، ومختومة بخاتم الروح، ومحفوظة في أرشيف الذاكرة.