

جيلان النهاري
بقلم: جيلان النهاري
هناك جبل أشتهر بارتفاعه الشاهق، وهناك سهل على سفوح الجبال أشتهر بجمال بسطته وانحداره، وهناك ساحل أشتهر برماله الذهبية، وهناك بحر أشتهر بجبروت هيجان أمواجه، وهناك أرض أشتهرت باعتدال أحوال أجواءها، وهناك أرض أشتهرت بسوء الحياة فيها وهناك أرض أشتهرت بمخاطر المغامرة عليها، وهناك حيوان أشتهر بنفعه وهناك حيوان أشتهر بضرره، وهناك حيوان أشتهر بالقبح في طريقة عيشه، وهناك حيوان أشتهر بالجمال والألفة، وهناك جمال آسر في الفكر والمنطوق والملامح اشتهر به أصحابه وهناك من أشتهر بقبح المفردات وقبح النفس وقبح إدارة سلوكه وتعاملاته مع الآخرين حتى وإن زينها بالنفاق وظهر بزينته المزيفة.
فالمشاهير تناقلتهم السير الإنسانية منذ خلق الله الكون وماعليه من عباد من ملائكة وجن وإنس إلى جماد تمثل ذلك في الفضاء والمجرات والمجموعات الشمسية والكواكب والأقمار والمذنبات، كلهم خلق الله جميعهم فمنهم من أشتهر، ومنهم ما بقي عاما غير معروف.
إن من كان مشهورا أصبح قدوة ومثالا لمن ينجذب له في توجهه وفكره، فالتاريخ سطر لنا مشاهير الجن في إبليس وله أتباع، ومن مشاهير الملائكة عليهم السلام جبريل، ومن مشاهير الأنبياء عليهم السلام أولي العزم، ومن مشاهير الفقهاء كثيرون وأشهرهم رؤوس المذاهب والطوائف وهم لهم اتباع كل ينقد على الآخر ويبلغ شهرته في التاريخ بين مقبول ومرفوض، ومن مشاهير العلم في كل مجال طبي وفيزيائي وغيرهم كثير، ومن مشاهير الأدب ما بين هادف وماجن كثيرون، وكذلك الشعراء والموسيقيون وأهل الغناء فهناك من أشتهر لجمال مايُسمع منه وهناك من أشتهر لإثارة شهوات من ينجذب للقباحة فيما يطرح.
ونحن اليوم في زمن القرن الواحد والعشرين الذي عرفت الإنسانية تدوينه منذ نشأتهم أشتهر لدينا من القادة والأئمة وأهل العلم والأدب والفن كثير وكذلك كثيرون من أهل السخف والتفاهة والنوادر، وكثيرون من أهل الفلسفة والقيم وكثيرون من أهل التعري الفكري، كما هناك من اشتهروا بأصحاب الرأي ومشاهير الدهاء، ومشاهير المكر، ومن أشتهروا بالنفاق، وكذلك أهل الشهرة من أهل الانحطاط في الأخلاق، وجميعهم كان من شهرته مستفيدا قيمة لدى من يهوون مخرجاته وإنتاجه، فما كان إلى أنهم أصبح الكثير منهم والذين تطفو على سطح الشهرة أسمائهم بمكاسبهم ومدخولاتهم المالية الخيالية، والغير محددة المصدر وإن حدد المصدر لم يحدد لهم آلية طريقة الكسب ولا كيفية قانونية ما يقوم به، وأيضا كما شهدنا في بعض الأخبار أنه منهم من تم إكتشاف استخدامهم في تدوير وتبيض وغسل الأموال المتسخة بالأعمال المحرمة دوليا.
هناك تنظيم إعلامي بإصدار رخص في ذلك، ولكن نرى غياب قليل في التنظيم الأمني وكثير في غياب الرقابة المالية وقليل من غياب الرقابة الفكرية.
وليبقى المشهور في دائرة الشهرة، ولكن لابد أن نوقن أنه لا بد أن يخضع إلى قانون أمني صارم في جميع المجالات، وخاصة الفكرية والأخلاقية عندما نجد هناك تسويق إلى التفسخ الأخلاقي والتعري البدني والخروج عن الفطرة الإنسانية في حفظ المجتمع الذي عرفت في أرضه مكارم الأخلاق، والذين تممها لهم الله بنبيه محمد الدين القويم ووضع لهم الكتاب الكريم بالبينات والحكمة لحياتهم وبكل الأحكام والتشريعات والأعراف التي تهم الأمن المجتمعي على أرض التوحيد المملكة العربية السعودية.

