الكاتب : النهار
التاريخ: ٠٣:١٧ م-٠٦ أغسطس-٢٠٢٥       43230

بقلم: الصادق جادالمولى
حين يتحدث صاحب السمو الملكي  الأمير عبدالعزيز بن سلمان  وزير الطاقة لا يشبه حديثه لغة المسؤولين المعتادة؛ بقدر ما يشبه حديث الآباء الذين يعرفون أبناءهم حق المعرفة، لا يبدأ حديثه من منصب إنما من رؤية ولا ينتهي عند حدود وزارة وإنما يمتد ليحتضن جيلًا كاملًا يبحث عن الإلهام.
وفي كل مرة أستمع إليه أشعر أنني أمام رجل لا يحمل أوراقًا يقرأ منها، وإنما يحمل قلبًا يعرف كيف يُنصت وكيف يتحدث، وكيف يوقظ فيك ما خمد من شغف، وفي كلماته جميعها مساحة دفء وفي نبرته حزم رصين، وفي ملامحه مشروع وطني ضخم، لا تترجمه الأرقام فقط بقدر ما  تُترجمه الثقة التي يزرعها في كل نفس تصغي إليه، ولم يكن حضوره في المؤتمرات واللقاءات مجرد واجب ولم يكن كذلك صوته بين الحضور انعكاسًا للواجهة الوزارية، بقدر ما كان رسالة مستمرة عنوانها الأمل، وجوهرها الإنسان، ولست أنسى عبارته التي قالها ذات مرة فظلت تتردد في داخلي كلما لاح أفق جديد: "الشباب هم أعظم مواردنا وهم من سيقودون المملكة نحو المستقبل"؛ لم تكن جملة قيلت لتمضي وإنما مبدأ تنبض به كل أحاديث سموه وكل نظرة يحملها تجاه مستقبل هذا الوطن.

ثمة ما يميز  الأمير عبدالعزيز بن سلمان  عن سواه؛ فهو لا يؤمن بالطاقة كمورد اقتصادي فقط بل يراها جزءًا من نبض الناس، ومكونًا من مكونات الحلم الوطني الكبير، وفي نظره لا جدوى من أي مشروع ما لم يكن الإنسان في قلبه، ولا معنى لأي منجز إن لم يترك أثرًا في الوجدان لهذا كان دائمًا قريبًا وحاضرًا وناطقًا بما يريده الجيل الجديد أن يسمعه لا ليُقال وإنما ليُفعل.

يقود وزارة الطاقة وكأنه يرسم خارطة جديدة لثقة المواطن؛ ففي كل حقل جديد يُكتشف وكل إنجاز يتحقق وكل مؤتمر يُعقد، تقف روح قائد يرى المستقبل كما يرى ملامح أبنائه، وهو لا يتحدث بلهجة الخبير فحسب بقدر ما يتحدث بلغة من يريد أن يمسك بأيدي الشباب ويسير بهم نحو العالم متكئًا على طاقاتهم، مؤمنًا بقدراتهم، موقنًا أن الأمل لا يُستخرج من باطن الأرض فقط، وإنما من أعماق الإنسان، وفي حضوره تشعر بأنك أمام رجل لا يقيس النجاح بما تحقق فقط، بل يقيسه أيضًا بما أضاءه في قلوب الآخرين.
ولا أخفي أنني حين أكتب عن سموه اليوم لا أفعل ذلك بصفتي كاتبًا أو صحافيًا وإنما بوصفي واحدًا من أولئك الذين تأثروا بما يقوله واستشعروا في حديثه صدق النية ونبل الهدف وصفاء الرؤية، وهو بلا شك أمير الطاقات ليس لأنه يقود وزارة تُعنى بالطاقة ولكن لأنه يمنحها المعنى الحقيقي فطاقته الشخصية تسبق كل مشروع، ونبله الأخلاقي يعلو فوق كل رقم، وذلك ببساطة لأنه يعطي لكل مسؤول معنى جديدًا للقيادة، ولكل شاب حافزًا إضافيًا للحلم، و في كل لقاء معه نشعر وكأننا نقترب خطوة من الغد، ونرى المملكة التي نريد كما يتخيلها هو: مشتعلة بالحياة وزاخرة بالكفاءات، غنية بأمل لا يخبو وطاقة لا تنضب.