(٢) من جبال السروات ظهر الإبداع
                        
(نماذج من المبدعين)                                          

وفي خضم هذه التفاصيل ولد جيل ونشأ من المبدعين من أبناء هذه القرى المتناثرة في سفوح ومنحدرات جبال السروات تحديدا من منطقة الباحة وكان جيل عصامي إستمد هذه العصامية من الأباء والأجداد وتعلموا حين أُتِيحت لهم فرصة التعليم وتفوقو ومنهم من نزح إلى الحواضر بالمدن في مطلع الستينات وتحديداً مع مطلع السبعينات الميلادية والذي أصبح منهم من ذوي التعليم العالي ونالوا أرفع الشهادات والدرجات العلمية كذلك أصبح منهم شعراء وأدباء لأسماء بارزة في مشهدنا الأدبي بنقل تجربة هذه الحياة المغرقة في تفاصيلها بحلاوتها ومرارتها وبؤسها لاسيما انهم عاشو فيها جزء مهم من حياتهم المنقوشة بذاكرتهم وحولو هذه التجارب إلى أعمال أدبية والتي تعتبر من أجمل ماكتب في الأدب المحلي ونقلوا التجربة كما هيا لم يزيفوها او يحوروها فكانت من أجمل التجارب التي قراناها كما ذكرت في أعمالهم الأدبية وهناك أسماء على سبيل المثال لا الحصر كالأديب الراحل عبدالعزيز مشري الغامدي رحمة الله عليه الذي برع في القصة والرواية إضافة لكونه فنان تشكيلي وإتسم إنتاجة الأدبي بالغزارة وهو الذي ولد بقرية محضرة "وعاش في البيت القديم اللوزة على حد الوصف وفي الغرفة التي خصّصها له جدُّه حيث الإطلالة على الحصون والحقول الزراعية التي جسّد عبد العزيز روائحها الخضراء لاحقا في سردياته والبكاء على أطلالها في قصصه" ومنها مجموعته القصصية "أسفار السروي"  ورواياته وأول بواكيره الأدبية حين قام بتأليف كتاب بعنوان "باقة من تاريخ أدب العرب" وهو مازال يافعا وهذا كان اول إرتباط له مع الكلمة قادتة إلى عالم القصة والرواية " كذلك يوجد الكاتب والقاص البارع جمعان الكرت والذي ولد بقرية رغدان وهو قاص إستطاع ان يصور حياة الريف بقصصة بلمسة إبداعية كذلك الشاعر والكاتب والروائي المبدع علي الدميني رحمه الله والمولود بقرية محضرة هي تلك قرية المشري التي أشرنا إليها والشاعر المتألق حسن الزهراني وهو يرأس نادي الباحة الأدبي الثقافي والذي حصل مؤخرا على جائزة مهرجان الشارقة للشعر العربي كذلك نجد الأديب أحمد الدويحي هو الأخر كاتب وقاص وروائي ولد بقرية العسلة في أعالي جبال السروات ببلجرشي ببلاد غامد وله نتاج أدبي مثل رواية "مدن الدخان" ومن القصص "ريحانة" ويوجد كذلك الأديب الروائي القاص محمد عصبي الغامدي والذي ولد بقرية دار الجبل ببني ضبيان من على سفوح هذه الجبال الممتدة وهو لايقل عن هؤلاء المبدعين فأسهم في الحراك الأدبي بوطننا من خلال إنتاجة الأدبي من قصة ورواية ومنها رواية "خادمة في بيت الجيران" ومن قصصه نجد قصة "المرافعة" ويأتي إسم الشاعر المتألق احمد قران الزهراني حاضر في هذا المشهد وهو من الذين أسهمو في حركة الشعر لدينا وهو الذي تلقى تعليمه بداية بقرية بني هريرة ببلاد زهران والتي تقع على هذه السلسلة من جبال السروات ومن هذه الجبال أيضا خرج الروائي احمد ابودهمان وكان يكمن إبداعه في روايته الشهيرة (الحزام) والتي ألفها باللغة الفرنسية ولأول مرة روائي عربي من الجزيرة العربية يكتب اول إنتاجه الأدبي بهذه اللغة والتي سرد فيها تفاصيل حياته بقريته آل خلف بسراة عبيدة الرابضة على سفوح هذه الجبال ولاقت روايته إنتشارا واسعا في فرنسا وتم ترجمتها لعدة لغات بما فيها اللغة العربية وختاما لابد أن نذكر الشاعر الكبير محمد زايد الألمعي والذي ولد بأحد قرى رجال ألمع التي تعانق الضباب من على سفوح هذه الجبال الممتدة وهو من جيل شعراء الحداثة اللامعين ومن أبرزهم الشاعر الكبير محمد الثبيتي ايضا الشاعر علي الدميني رحمهما الله ومحمد زايد بلاشك شاعر مبدع يكتب الشعر الحر ويتميز شعره بالرمزية وفيه فلسفة وفيه من الجماليات وأسهم في هذا الحراك ولاننسى القاص المبدع محمد علي علوان وأحد رواد القصة لدينا والذي دائما ماتجد المتعه في قصصة وتشتم منها رائحة القرية ببيئتها الجميلة وبحقولها  بنباتاتها وأشجارها وثمارها ذات الروائح الزكية والذي قال عنها في إحدى لقاءاته الصحفية: " القرية بالنسبة لي هي الذاكرة الحقيقية التي استلهم منها الحكايات والقصص" وغيرهم من المبدعين التي لاتتسع المساحة لذكرهم وبعد كل ذلك تبقى المكتبات لدينا شاهد على هذا الإثراء من الإبداع الأدبي لهذا الجيل الرائع                    

#ومضة#            
يقول الفيلسوف الألماني إيمانويل كانط : "إن الإبداع ينبع من مخيلة الفرد حيث يطور قدرته على إستنباط الأفكار الجديدة التي تنتج عن البيئة المحيطة"

في المعجم العربي عن المعنى:
لمصدر سَرْوٌ، سَرَاوَةٌ. سَرُوَ الرَّجُلُ  شَرُفَ، كَانَ سَرِيّاً صَاحِبَ مُرُوءةٍ وَكَرَمٍ والسَّرْو ما ارتفَعَ من الوادي وانحدرَ عن غِلَظِ الجبل 

محمد سعيد الحارثي
mhmdsdlhrth@gmail.com