منى يوسف حمدان الغامدي

٠٢:٤١ م-٠١ أغسطس-٢٠٢٥

الكاتب : منى يوسف حمدان الغامدي
التاريخ: ٠٢:٤١ م-٠١ أغسطس-٢٠٢٥       15840

بقلم: منى يوسف الغامدي 

في هذا الصيف وفي إجازة نهاية العام الدراسي ما أجمل استثمار الأوقات وعمارتها بما يفيد العقول والقلوب والأرواح، زيارة مباركة للمدينة النبوية تحلق بروحك لعنان السماء تستحضر بركتها ونعمة جوار سيد المرسلين عليه الصلاة والسلام فتتشرف بالسلام عليه والصلاة في مسجده الذي تتضاعف فيه الأجور، ثم تنطلق نحو قباء وروحانية أول مسجد في الإسلام. 

حتى إذا سرت في شوارعها وتأملت هذا التطور المتسارع لمشهد حضري يشهده العالم بأسره في تطور المدن لتكون المدينة المنورة وبلغة الأرقام من المدن الذكية والأكثر جذبا للسياحة وعدد الزوار، واعتمادها مدينة صحية من قبل منظمة الصحة العالمية للمرة الثانية بصفتها ثاني أكبر مدينة مليونية صحية في الشرق الأوسط بعد استيفائها ل 80 معيارا من معايير المنظمة؛ في ظل قيادة رشيدة تولي شأن المدينة المقدسة مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم جل الاهتمام والعناية.

بالأمس كنت في زيارة لمعرض المدينة الدولي للكتاب وفي وقت الظهيرة ودرجات الحرارة المرتفعة، ولم أكن أتوقع كل هذا الحضور الكثيف من الزوار والعائلات في مشهد حضاري ملفت ويعد مؤشرا حقيقيا على اهتمام المجتمع السعودي والمدني تحديدا بالشأن الثقافي.

هيئة الأدب والنشر والترجمة تحقق منجزات وطنية تسطر للتاريخ، تنظيم عال وحضور فعال لشباب وفتيات الوطن الذين يؤدون عملهم باحترافية عالية.

المشهد الإعلامي حاضر وبقوة وكافة وسائل الإعلام على تنوعها متواجدة في المعرض، ما أجمله من مشهد حضاري فكري ثقافي تعيشه المملكة اليوم في ظل رؤية وطنية عملاقة تنطلق بنا نحو المستقبل الأكثر إشراقا وتميزاً في العطاء.

على المستوى الشخصي زيارة واحدة لا تكفي بل أحتاج لتكرارها لأعيش اللحظات الأجمل بمعية الكتب وحضور الفعاليات المصاحبة للمعرض، سعادة تغمرني لأول مرة منذ ارتدت معارض الكتاب في المملكة، لأنها الأولى في رحاب المدينة المنورة فهي تجربة مختلفة

كتبي ومؤلفاتي هنا في مدينتي التي ولدت فيها ونشأت وتعلمت فيها وبين أهلي وأقاربي وأصدقائي إحساس يختلف مع أن كل مدينة في وطني هي مدينتي، ويبقى الحديث عن سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لا يتوقف ويستمر لأن مع سموه كل يوم نحن على موعد جديد مع الإنجاز الوطني الكبير. 

فكان حديثي في معرض الكتاب وعبر وسائل الإعلام عن كتاب (محمد بن سلمان وصناعة المستقبل) في رحلة استثنائية بمعنى الكلمة مع فكرته وإخراجه وطباعته ونشره ثم رحلة عامرة بالفخر والاعتزاز والانتماء السعودي الفاخر طفت بها في أمسيات ثقافية في مقاهي الشريك الأدبي وفي الأندية الأدبية، وفي الملتقيات الفكرية عبر الفضاء السيبراني في كل مناطق المملكة وبصدق عندما ينطلق قلمي ويتحدث لساني عن سموه اشعر بكلماتي تحلق معه لعنان السماء. 

وفي لقاء الإخبارية الذي أجريته تمنيت ألا تنتهي اللحظات وأنا أحكي قصة عشق للوطن ترجمتها بحروفي الصادقة في حبي وانتمائي العميق لهذه الأرض المباركة. 

التوثيق للتاريخ المعاصر الذي نعيشه ستأتي أجيال من بعدنا تستحضره لنتوارث هذا المجد السعودي والذي ورثناه من عهد التأسيس حتى عصرنا الذهبي اليوم في عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمين عراب الرؤية الذي معه وبه نحقق أكثر مما حلمنا به، السعودية اليوم تفتح أبوابها للمبدعين والحالمين وتتيح الفرص المتنوعة لكل باحث عن الإنجاز المتميز. 

وأصبح للمرأة السعودية صوتها وحضورها وبصمتها المشهودة التي تليق بمكانتها ودورها الذي تتشارك فيه مع الرجل لتحقيق مستهدفات رؤية 2030. 

سمو أمير منطقة المدينة المنورة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن سلطان ما أروع حضوركم ومشاركتكم لأبناء طيبة هذا العرس الثقافي المهم؛ وتكريم سموكم لرواد الفكر والثقافة والأدب والذي أحدثوا حراكا متميزا في المنطقة ؛ هذه الرعاية وهذا القرب من الحدث ومن المشهد يجعلنا دوما نزداد فخرا وعزا بكم وكل أهل المدينة يُجلون هذا القرب من سموكم ويفرحون بهذا التفاعل وهذا التواصل بين القيادة والشعب؛ لنكون مضرب الأمثال كيف تكون وحدة الوطن ونكون معا على قلب رجل واحد

بوركت مساعيكم وجهودكم سيدي أمير المنطقة وسيظل قلمي ينبض دوما بتسطير منجزاته ولنرسل للعالم من هي السعودية العظمى ومن هم قادتها ومن هو شعبها الذي يتنفس ويحيا ويهيم عشقا بوطنه ؛ هذه كلماتي أهديها لوطني من مدينة السلام والحب والعطاء والفكر والثقافة والأدب.