سلمان المشلحي

٢٠ يوليو-٢٠٢٥

الكاتب : سلمان المشلحي
التاريخ: ٢٠ يوليو-٢٠٢٥       10395

بقلم: سلمان المشلحي

في خضم الضجيج الإعلامي الذي يصدره بعض السياسيين العرب، تتكرر التصريحات الجوفاء حول "مسح إسرائيل من الوجود" واستعادة الأراضي المحتلة، وكأنها وصفات سحرية تُطلق للاستهلاك المحلي لا أكثر.

أصحاب هذه العبارات يدركون تماماً أنها أقرب للخيال منها للواقع، لكنها تمنحهم غطاءً لتبرير فشلهم السياسي والاقتصادي، وتضليل شعوبهم المغلوبة على أمرها، التي تُساق وراء شعارات البطولة الزائفة.

ما لا يدركه هؤلاء أو يتجاهلونه أن العالم من حولهم تغيّر، وأن الشعوب باتت أكثر وعياً ونضجاً، ولم تعد تصدّق الخطاب العاطفي الذي لا يسمن ولا يغني من جوع، فبينما يعيش العالم اليوم مراحل متقدمة من الرفاهية والتطور، تئن بعض الشعوب العربية تحت وطأة الفقر والجهل بسبب مغامرات قادتها الفاشلة وخطابهم الثوري الخالي من أي منجز حقيقي.

لقد رأينا بأعيننا أين قادتنا الشعارات التي صدّرتها حركات "ثورجية"، وكيف حولت بلدانها إلى ساحات صراع وخراب، واستنزفت ثرواتها في معارك خاسرة، ثم عادت لتلوم الآخرين وتتنصل من مسؤولياتها.

وفي المقابل، نحمد الله أن أنعم علينا في المملكة بقيادة رشيدة، تتحرك بعقلانية وحرص صادق على أمن الوطن وكرامة المواطن، وتدعم القضايا العربية والإسلامية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، من منطلق ثابت ومسؤول، بعيدًا عن المتاجرة أو المزايدة.

لقد أكدت المملكة مراراً أنها لن تُقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل إلا بقيام دولة فلسطينية مستقلة، عاصمتها القدس الشرقية، وهو موقف مبدئي ثابت، يُجدد بكل وضوح وشفافية.

وفي الختام، نقول لهؤلاء الذين يشككون في مواقف السعودية أو يزايدون عليها: المملكة تمضي بثقة وصمت، تُجيد العمل لا الضجيج، وتخدم قضايا الأمة بوعي وصدق، بينما يركض غيرها خلف الأوهام.