محمد الفايز

١٠:٣١ م-١٨ يوليو-٢٠٢٥

الكاتب : محمد الفايز
التاريخ: ١٠:٣١ م-١٨ يوليو-٢٠٢٥       11495

بقلم الإعلامي: محمد الفايز

في كثير من الإدارات تتكرر مشاهد متشابهة؛ حيث تُرسم الصورة بعناية، وتُصنع مشاهد مُنمقة تُظهر المسؤول في قمة العطاء والتخطيط، منصات الخطابة لا تهدأ، والتصفيق لا ينقطع، والعبارات البراقة تُسكب بلا حدود: عن الإدارة الحديثة، وعن التطوير المستدام، وعن الريادة في الأداء.

لكن حين تقترب العدسة من التفاصيل، تتضح الفجوة بين ما يُقال وما يُنفذ، الواقع أبسط من الشعارات… وفي بعض الأحيان أكثر فقراً في الجودة. 

التصريف الإداري يئن تحت وطأة بعض المدراء، والمشاريع تتحول إلى استعراض مقاولين يُتقنون فنون الطلاء أكثر من إتقانهم لخدمة الناس، والميدان يصبح مجرد خلفية لصور مبهرة تُلتقط من أبراج عاجية لا تعرف ما يدور على الأرض.

الحقيقة البسيطة التي يجب أن تبقى واضحة: تلك المشاريع والإنجازات ليست تفضلاً من أحد، وليست منّة من مسؤول، بل فضل الله أولاً ثم قيادة سخّرت الإمكانيات لخدمة الوطن والمواطن. 

دور المدير أن يؤدي واجبه بأمانة وإخلاص، لا أن يتعامل مع الإنجازات كأنها من كرمه الشخصي، ولا أن يخلط بين أداء الواجب وبين التفاخر الفارغ.

هناك فرق كبير بين خدمة الناس وخدمة الصورة، وبين أن تكون مسؤولاً قريباً من الميدان أو مجرد نجم في منصة تُغرد بعيداً عن واقع الناس.