محمد الفايز

٠٦:٠٨ م-١٤ يوليو-٢٠٢٥

الكاتب : محمد الفايز
التاريخ: ٠٦:٠٨ م-١٤ يوليو-٢٠٢٥       11605

بقلم الإعلامي : محمد الفايز

في الأوطان الراسخة، لا يُقبل الحياد، ولا يُعذر التخاذل، ولا يُبرَّر الانحراف عن النهج الرسمي للدولة بأي شكلٍ من الأشكال، فالدولة، بسيادتها وسياساتها، محلُّ فخرٍ واعتزاز، ومن يتجرأ على تجاوز هذا النهج فإنما يضع نفسه في صفّ الأعداء.

الولاء للوطن وقيادته ليس خيارًا مزاجيًّا، ولا موقفًا ظرفيًّا، بل هو التزام دائم، وعهد لا يُنقض، ومن يتخلّى عن هذا النهج، ولو بكلمة، أو يفتح نوافذ التشكيك، أو يُستخدم أداة مأجورة لترويج الكذب والافتراء، فهو خائن وإن لبس عباءة الوطنية، وهو عدوّ وإن تزين بلباس الوطن.

لسنا في زمنٍ يسمح بالتراخي مع المتجاوزين، ولا في مرحلةٍ تقبل الغموض في المواقف، فكل انحراف عن سياسات الدولة هو بمثابة نكران لخيرها وعطائها، وهو أمر لا يمكن قبوله، وكل من يسير خارج سربها، لا بد من زجره، ويُعلَن البراء منه على الملأ، لأن الوطن لا يُساوَم، ولا تُباع مواقفه في سوق العمالة الرخيصة.

إن خطورة بعض المُتسلقين والمأجورين لا تكمن في حجمهم، بل في صمت البعض عنهم، من خلال منابر إعلامية تُصدرهم كمفكرين ومحللين سياسيين، متلونين حتى في مظهرهم أمام تلك الأجندات، التي تُسوّقهم بالشكل والصورة المطلوبة منهم، أو في تبرير أفعالهم بذريعة "الاختلاف"، وهنا مكمن الخطر؛ فكل من يتطاول على سياسات الدولة أو يخرج عن منهجها، يُعرّى، ولن تقوم له قائمة.

دولتنا السعودية، حفظها الله، دولة ثابتة وقوية، لم تُبنَى على المجاملات، ولا بإنصاف الولاءات، ونحن معها قولًا وعملًا، ومن خالف ذلك، فليتحمّل عواقب أفعاله.

ختامًا: "الوطن ليس شعارًا مؤقتًا يُرفع عند الحاجة، بل هو عقيدة راسخة وهوية أصيلة، وولاء نقي يجري في الدم، ويتجلى في المواقف لا في الشعارات".