محمد سعيد الحارثي

٢٠ يوليو-٢٠٢٣

الكاتب : محمد سعيد الحارثي
التاريخ: ٢٠ يوليو-٢٠٢٣       38225

الفوضى الأخلاقية في الغرب   

بقلم: محمد سعيد الحارثي

                                             
الغرب أصبحت قيمه على المحك مانراه ونشاهده من مؤشرات شاهد على إستنتاجنا فالغرب لاشك كان له دور كبير في تقدم الحياة المدنية للبشرية منذ ثورته الصناعية الأولى في القرن الثامن عشر للميلاد وماتلاه من ثورة في وسائل النقل واخر ثوراته هي التقنية وما نعيشه من ثورة معلوماتية عبر مايبثه الفضاء الإلكتروني ولكن الغرب لم يأخذ الجانب الأخلاقي مع هذا التقدم في الحسبان وأهمل هذا الجانب وأعتقد بأن القوانين التي سنها الغرب في دساتيره بأن الفرد له الحرية وأنه غير مقيد أخلاقيا وان هناك من يكفله ويحميه دستوريا فله حرية التعبير عن رأيه كما يشاء كذلك له حريته الشخصية بأن يتصرف كيف يشاء في الصداقات بين الجنسين فليس هناك بند ينظم هذه العلاقة بين الجنسين فإذا أخذنا حرية الرأي فله أن ينتقد كل شيئ يراه من وجهة نظره بأنه خطأ وهذا من حقه وليس بالضرورة أن يكون صائب كذلك في الحرية الشخصية في تنظيم العلاقة بين الذكر والأنثى فأنتج ذلك فوضى أخلاقية غير منضبطة حتى وصلو لدرجة انهم يتلاعبو بالديمقراطية عبر برلماناتهم أي فكرة يرونها تلبي رغبات المجتمعات لديهم في منحهم حقوقهم يطرحونها وبالتالي يسنونها مما أدى إلى فتح الباب للشواذ جنسيا للمطالبة بحقوقهم التي يرونها شيئ طبيعي وهي لاتستقيم مع الفطرة البشرية خلاف للتشريع الرباني الذي يحرم ويجرم هذه العلاقة وكما يقال في الأثر بأن العقل يوافق الشرع " التشريع السماوي" والعكس صحيح حتى أن المال أصبح المحرك الأساسي لسن مثل هذه التشريعات من خلال دعم المرشحين لأي إنتخابات قادمة ليتبنى المرشح الفائز هذه المطالب وحين قلت بأن الديمقراطية للغرب تساعد في تهاوي القيم الأخلاقية لمجتمعاتها فهذا هو الحاصل وهذه مصيبة تحل على هذه المجتمعات فيجب ان نكون منصفين بأن لانغفل بأن هناك فيه من المحافظين على هذه القيم وهم لا يستطيعون عمل شيئ في ظل أن المال هو المتحكم و المحرك في سن مثل هذه القوانين الغير أخلاقية وهذا ماتنبه له مفكري الغرب من أن قيمهم الأخلاقية أصبحت على المحك وهذا ماجاء من أحد مفكريهم حين ذكر المفكر الأمريكي "باتريك جيه بوكانن" والذي يقال بأنه عمل مستشارًا لثلاثة رؤساء أمريكيين سابقين وكان كاتبا سياسيًا في أكبر الصحف الأمريكية فذكر في كتابه "موت الغرب": " بأن الحضارة الغربية في طريقها المحتوم للانهيار لسببين، الأول: موت أخلاقي بسبب انهيار القيم الأسرية والتربوية، والثاني: موت ديموجرافي أو بيولوجي نتيجة موت الأخلاق وتراجع القيم الدينية والأسرية مما أدَّى لتناقص السكان بشكل خطير، وأصبحت معظم الدول الغربية الآن تعاني تراجعًا كبيرًا في عدد السكان وانتشار الشيخوخة؛ نتيجة انهيار القيم الدينية والأسرية "وأعتقد في نهاية المطاف بأن الغرب جعل من هذه الفوضى الديمقراطية للهروب من سلطة الكنيسة بعد أن ثارو عليها والإنعتاق من سلطتها وسطوتها وخصوصا في أوروبا في القرون الوسطى والتحول الذي حصل فيها للنظام الديمقراطي لأن الكنيسة كانت متحكمة في كل مفاصل الدولة ومناحي الحياة وضاقت المجتمعات منها ضرعا وماالمثلية الجنسية بداعي حقوق شخصية وما حرية الرأي في عدم إحترام ماهو مقدس وخصوصا عند المسلمين هو الذي سوف يؤدي بالغرب نحو هذا المنزلق نحو الهاوية وكما تنبأ هذا المفكر بأفول شمس الحضارة الغربية