

جيلان النهاري
بقلم: جيلان النهاري
ماذا لو أستهلك العالم جميعه بقواه العظمى ذوات التجهيزات الحربية من صواريخ وقنابل وطائرات وبارجات حربية ودبابات ومدافع مزودة قاذفاتها بأحدث أنواع البارود صناعة وأخطرها تدميرا وأسرعها انشطارا نوويا في الإبادة البشرية؟.
ماذا لو لم تجد تلك الدول في جيوشها رصاصة واحدة تطلق في الحروب المستقبلية وتعطلت مصانعها في الإنتاج ولم تعد تمتلك التكنولوجيا الحديثة ولا طاقة التشغيل بعدما أن استهلكت كل ما لدى جيوشها من آلات القتل الحديثة في حرب إبادة كونية؟.
في أفلام الخيال العلمي شاهدنا إبتكارات لأسلحة حربية بحجم الذبابة، منها ما هو للتجسس ومنها ماهو للقتل ومنها للتفجير كقنبلة غير مرئية تحدث أثرا مدمرا كبيرا.
كاتب هذا المقال ليس محللا حربيا أو مخططا استراتيجيا في مجال الحروب، ولا حتى شخصية سياسية أو يتمتع بخبرة عسكرية في الأنظمة الدفاعية والهجومية الحربية، هو مجرد كاتب متواضع أستيقظ فجر الجمعة ويتفاجأ أن هناك هجوما إسرائيليا وإعتداءا حربيا على إيران.
ويبدأ يتابع الأخبار عبر وكالات الأنباء العالمية وشاشات المحطات الإخبارية المحلية والإقليمية والدولية ومن وسائلهم الإلكترونية في التطبيقات الحديثة التي تنقل الأخبار في لحظتها، وخلال ثلاثة أيام أخذ يتقمص هذا الكاتب حال الشخصية العربية التي بين هاتين الدولتين وما يراه ويسمعه من الأخبار حول الخطط الحربية الكبيرة التي دارت بين جيشي تلك أبيب وطهران.
وكيف اخترقت إسرائيل إيران تجسسيا، وكيف وصلت قنابلها إلى مكامن اجتماعات القيادات العسكرية والإستخباراتية الكبيرة في إيران، وكيف جهزت إسرائيل قواتها وحققت أهدافها بدقة في أغتيالهم، وكذلك تدمير الأهداف الإستراتيجية المحددة في إيران بكل دقة؟، وكيف كانت ردة فعل إيران بعد ذلك وكيف استطاعت من دخول صواريخها المتنوعة داخل عمق إسرائيل وكيف حققت أهدافا لها ؟.
وكيف الوطن العربي في بلدان العراق والأردن وسوريا ولبنان يشاهدون سماءهم تضاء بالقذائف الصاروخية المتبادلة بين إسرائيل وإيران، وكيف تم سريعا إخلاء فضاءات تلك الدول من الطائرات المدنية الداخلية والدولية وتوقف الرحلات منها وإليها؟.
هل صيف 2025 سيكون مخيفا لمن يريد السياحة والسفر إلى دول الهلال الخصيب وشمالها، أم هل يا ترى ستنتهي الحرب بين إسرائيل وإيران سريعا، أم ننتظر حتى ينتهي مخزون المتحاربين الحربي أو مخزون إحداهما قبل الأخرى وتستسلم، وتخضع لشروط المنتصر منهما؟.
هل ستطول الحرب، هل ستجر تبعاتها المنطقة إلى حرب شرق أوسطية، أم هل ستتدخل التحالفات والقوى العظمي في مناصرة كل حليف لها على الآخر، هل سندخل في حرب عالمية ثالثة وتكون لأول مرة منشأها الشرق الأوسط بعيدا عن أوروبا؟.
أنا كعربي ومواطن سعودي أثق كثيرا في سياسة بلدي وقدرات قيادتها الرشيدة والحكيمة وبتوفيق الله وحفظه من تجاوز كل هذه الفوضى التي تفتعلها كل من إيران وإسرائيل وأذرعهما ومرتزقيهما في المنطقة، وتستطيع المملكةالعربيةالسعودية بعون الله تجنيب أرضها وشعبها والمنطقة المحيطة بها بلاء هذه الحرب وإحباط أي خطة لجر المنطقة إلى عدم الإستقرار.

